فخمس بخمسين، فقم بها أنت وأمتك، قال [١]: فعرفت أنها من الله ﷿ صِرَّى فرجعت إلي موسى ﵇ فقال: ارجع. فعرفت أنها من الله ﷿ صِرَّى، يقول: أي: حتم- فلم أرجع".
(طريق أخرى) وقال ابن أبي حاتم (٢١): حدثني أبي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن أنس بن مالك ﵁ قال: لما كان ليلة أسري برسول الله ﷺ إلى بيت المقدس، أتاه جبريل بدابة فوق الحمار ودون البغل، حمله جبريل عليها، ينتهى خفها حيث ينتهي طرفها، فلما بلغ بيت المقدس، وبلغ [٢] المكان الذي يقال له: "باب محمد ﷺ" أتى إلى الحجر الذي ثَمَّة، فغمزه جبريل بأصبعه فثقبه، ثم ربطها، ثم صعد، فلما استويا في صرحة المسجد، قال جبريل: يا محمد؛ هل سألت ربك أن يريك الحور العين؟ فقال: "نعم" فقال: فانطلق إلى أولئك النسوة، فسلِّم عليهن، وهن جلوس عن يسار الصخرة، قال: "فأتيتهن فسلمت عليهن، فرددن عليّ السلام، فقلت: من أنتن؟ " فقلن: نحن خَيرات حسان، نساء قوم أبرار، نَقُوا فلم يَدْرَنوا. وأقاموا فلم يظعنوا، وخلدوا فلم يموتوا. قال: ثم انصرفت، فلم ألبث إلا يسيرًا حتى اجتمع ناس كثير، ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة- قال: فقمنا صفوفًا ننتظر من يؤُمُّنا. فأخذ بيدي جبريل ﵇ فقدمني، فصليت بهم. فلما انصرفت قال جبريل: يا محمد، أتدري من صلى خلفك؟ قال: قلت: "لا". قال: صلى خلفك كل نبي بعثه الله، ﷿.
قال: ثم أخذ بيدي جبريل، فصعد بي إلي السماء، فلما انتهينا إلي الباب استفتح، فقالوا: من أنت؟ قال: أنا جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قالوا: وقد بُعث؟ قال: نعم. قال: ففتحوا له، وقالوا: مرحبًا بك وبمن معك. قال: فلما استوى على ظهرها إذا فيها آدم، فقال لي جبريل: يا محمد؛ ألا تسلِّم علي أبيك آدم؟ قال: قلت: بلى، فأتيته فسلمت عليه، [فرد عليّ][٣] وقال: مرحبًا بابني، والنبي الصالح- قال: ثم عرج بي إلي السماء الثانية فاستفتح، قالوا: من أنت؟ قال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قالوا: وقد بعث إليه [٤]؟ قال: نعم. ففتحوا له وقالوا: مرحبًا بك، وبمن معك. فإذا فيها عيسى، وابن خالته يحيى ﵉. قال: ثم
(٢١) - غير موجود في تفسيره المطبوع وقد عزاه إليه أيضًا السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٢٦١ - ٢٦٢)، وانظر ما قبله.