وقال عكرمة: العضة السحر بلسان قريش، يقول للساحرة: إنها العاضهة [١].
وقال مجاهد: عضوه أعضاء، قالوا: سحر [٢]! و [٣] قالوا: كهانة" وقالوا: أساطير الأولين!
وقال عطاء: قال بعضهم: ساحر! وقالوا: مجنون! وقالوا: كاهن" فذلك العضين. وكذا روي عن الضحاك وغيره.
وقال محمد بن إسحاق (٦٧)، عن محمد بن أبي محمد، عن [عكرمة أو سعيد بن جبير][٤]، عن ابن عباس: أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش، وكان ذا شرف فيهم، وقد حضر الموسم، فقال لهم: يا معشر قريش، إنه قد حضر هذا الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فأجمعوا فيه رأيًا واحدًا، ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضًا، ورد قولكم بعضه بعضًا. فقالوا: وأنت يا أبا عبد شمس فقل، وأقم لنا رأيًا نقول به. قال: بل أنتم قولوا لأسمع. قالوا: نقول كاهن؟ قال [٥]: ما هو بكاهن. قالوا: فنقول مجنون؟ قال: ما هو بمجنون. قالوا: فنقول شاعر؟ قال: ما هو بشاعر. قالوا: فنقول ساحر؟ قال: ما هو بساحر. [قالوا: فماذا نقول][٦]؟ قال: والله إن لقوله لحلاوة [٧]، فما أنتم بقائلين من هذا شيئًا إلا عرف أنه باطل، وإن [٨] أقرب القول أن تقولوا: هو ساحر. فتفرقوا عنه بذلك، وأنزل الله فيهم: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ أصنافًا ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أولئك [٩] النفر الذين قالوا ذلك لرسول الله.
وقال عطية العوفي، عن ابن عمر في قوله: ﴿لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ قال: عن لا إله إلا الله.
(٦٧) - إسناده فيه جهالة وهو صحيح، أورده ابن هشام في "السيرة" (١/ ١٧٤ - ١٧٥) ومن طريق ابن إسحاق أخرجه البيهقي في "الدلائل" (٢/ ١٩٩: ٢٠١)، ومحمد بن أبي محمد هذا مجهول، لكن تابعه أيوب السختياني بنحوه، أخرجه البيهقي (٢/ ١٩٨)، وصححه الحاكم على شرط البخاري (٢/ ٥٠٦ - ٥٠٧) ووافقه الذهبي وهو كما قالا،، وانظر "الدر المنثور" (٦/ ٤٥٤).