للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يوم النحر (١).

وقال شعبة، عن الحكم سمعت يحيى بن الجزار يحدث عن علي أنه خرج يوم النحر على بغلة بيضاء يريد الجبَّانة (٢) فجاء رجل فأخذ بلجام دابته فسأله عن يوم الحج الأكبر فقال: هو يومك هذا خلِّ سبيلها (٣).

وقال عبد الرزاق، عن سفيان، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن أبي أوفى أنه قال: يوم الحج الأكبر يوم النحر (٤).

وروى شعبة وغيره، عن عبد الملك بن عمير به نحوه (٥). وهكذا رواه هشيم وغيره، عن الشيباني، عن عبد الله بن أبي أوفى.

وقال الأعمش، عن عبد الله بن سنان قال: خطبنا المغيرة بن شعبة يوم الأضحى على بعير فقال: هذا يوم الأضحى وهذا يوم النحر وهذا يوم الحج الأكبر (٦).

وقال حماد بن سلمة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: الحج الأكبر يوم النحر (٧)، وكذا روي عن أبي جحيفة وسعيد بن جبير وعبد الله بن شداد بن الهاد ونافع بن جبير بن مطعم والشعبي وإبراهيم النخعي ومجاهد وعكرمة وأبي جعفر الباقر والزهري وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم أنهم قالوا: يوم الحج الأكبر هو يوم النحر (٨). واختاره ابن جرير.

وقد تقدم الحديث عن أبي هريرة في صحيح البخاري أن أبا بكر بعثهم يوم النحر يؤذِّنون بمنى (٩)، وقد ورد في ذلك أحاديث أخر؛ كما قال الإمام أبو جعفر بن جرير: حدثني سهل بن محمد الحساني، حدثنا أبو جابر الحرمي، حدثنا هشام بن الغازي الجرشي، عن نافع، عن ابن عمر قال: وقف رسول الله يوم النحر عند الجمرات في حجة الوداع فقال: "هذا يوم الحج الأكبر" (١٠). وهكذا رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه من حديث أبي جابر واسمه محمد بن عبد الملك به، ورواه ابن مردويه -أيضًا- من حديث الوليد بن مسلم


(١) أخرجه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق به، وفي سنده الحارث الأعور وقد تابعه الشعبي ويشهد له ما صح عن النبي كما سيأتي.
(٢) الجبَّانة: الصحراء، وتسمى بها المقابر لأنها تكون في الصحراء (النهاية ١/ ٢٣٧).
(٣) أخرجه الطبري من طريق أبي داود عن شعبة به، وفي سنده يحيى الجزار كان يغلو في التشيع.
(٤) سنده صحيح.
(٥) أخرجه الطبري من طريق شعبة به وسنده صحيح.
(٦) أخرجه الطبري من طرق عن الأعمش به، وفي سنده الأعمش ولم يسمع من عبد الله بن سنان وهو صحابي، بل لم يدرك أحدًا من الصحابة.
(٧) أخرجه ابن أبي شيبة من طريق حماد بن سلمة به (المصنف ٤/ ٤٤٠) وسنده صحيح.
(٨) أخرجه الطبري عن معظمهم بأسانيد ثابتة، وكفى أنه صح عن النبي كما سيأتي.
(٩) أخرجه البخاري (الصحيح، التفسير، باب ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ … ﴾ [التوبة: ٣] ح ٤٦٥٥).
(١٠) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي جابر به، وأبو جابر هو محمد بن عبد الملك قال ابن أبي حاتم: ليس بالقوي (الجرح ٨/ ٥)، وقد توبع فأخرجه ابن ماجه من طريق صدقة بن خالد عن هشام به (السنن، المناسك، باب الخطبة يوم النحر ح ٣٠٥٨)، وأخرجه الحاكم من طريق الوليد عن هشام به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٣١)، وأخرجه البخاري معلقًا على هشام بن الغازي به (الصحيح، الحج، باب الخطبة أيام منى بعد ح ١٧٤٢)، وتقدم وصله.