للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلى مدته، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة (١)، ثم رواه ابن جرير، عن محمد بن عبد الأعلى، عن ابن ثور، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: أمرت بأربع فذكره (٢).

وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: نزلت براءة فبعث رسول الله أبا بكر ثم أرسل عليًا فأخذها، فلما رجع أبو بكر قال: نزل فيَّ شيء؟ قال: "لا ولكن أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي"، فانطلق إلى أهل مكة، فقام فيهم بأربع لا يدخل مكة مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فعهده إلى مدته (٣).

وقال محمد بن إسحاق، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي قال: لما نزلت براءة على رسول الله وقد كان بعث أبا بكر ليقيم الحج للناس فقيل: يا رسول الله لو بعثت إلى أبي بكر؟ فقال: "لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي" ثم دعا عليًا فقال: "اذهب بهذه القصة من سورة براءة وأذِّن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى، أنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول الله فهو له إلى مدته".

فخرج علي على ناقة رسول الله العضباء حتى أدرك أبا بكر في الطريق، فلما رآه أبو بكر قال: أمير أو مأمور؟ فقال: بل مأمور، ثم مضيا فأقام أبو بكر للناس الحج [والعرب] (٤) إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب فأذَّن في الناس بالذي أمره رسول الله فقال: يا أيها الناس، إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول الله فهو إلى مدته، فلم يحج بعد ذلك العام مشرك، ولم يطف بالبيت عريان، ثم قدما على رسول الله فكان هذا من براءة فيمن كان من أهل الشرك من أهل العهد العام وأهل المدة إلى الأجل المسمى (٥).

وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، أخبرنا حيوة بن شريح، أخبرنا ابن صخر أنه سمع أبا معاوية البجلي -من أهل الكوفة- يقول: سمعت أبا الصهباء البكري وهو يقول: سألت عليًا عن يوم الحج الأكبر فقال: إن رسول الله بعث أبا بكر بن أبي قحافة يقيم للناس الحج، وبعثني معه بأربعين آية من براءة حتى أتى عرفة


(١) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده ابن وكيع وقد توبع في رواية الإمام أحمد.
(٢) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده الحارث وهو الأعور الهمداني ضعيف وقد توبع في رواية الإمام أحمد المتقدمة.
(٣) أخرجه الطبري من طريق إسرائيل به، وفي متنه نكاره في قوله: "ولكن أُمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي".
(٤) زيادة من تفسير الطبري.
(٥) أخرجه الطبري عن ابن حميد عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق به، وسنده ضعيف لأنه معضل، وابن حميد هو محمد بن حميد الرازي ضعيف، وابن إسحاق عنعن ولم يصرح بالسماع. وذكره ابن هشام في السيرة ٤/ ١٩٠.