قال الإمام ابن القيّم -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وهذا كلُّه سر إضافته إليه -عزَّ وجلَّ- بقوله:{وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} الآية [الحج: ٢٦]، فاقتضت هذه الإضافة الخاصّة من هذا الإجلال والتعظيم والمحبة ما اقتضته، كما اقتضت إضافته لعبده ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى نفسه ما اقتضته من ذلك، وكذلك إضافته عباده المؤمنين إليه كَسَتهم من الجلال والمحبة والوقار ما كستهم، فكلُّ ما أضافه الرب تعالى إلى نفسه، فله من المزية والاختصاص على غيره ما أوجب له الاصطفاء والاجتباء، ثم يكسوه بهذه الإضافة تفضيلًا آخر، وتخصيصًا وجلالةً زائدًا على ما كان له قبل الإضافة. انتهى المقصود من كلام ابن القيّم -رَحِمَهُ اللَّهُ-، فإن أردت الزيادة من الفائدة، فارجع إلى كتابه النافع "زاد المعاد" تر كلامًا يسرّ الفواد (١)، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وظرفًا لخبره إن كان ناقصًا، كـ {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} الآية [النساء: ٧٨]، فـ "أينما" ظرف متعلّق بمحذوف خبر {تَكُونُوا} الذي هو فعل الشرط،
(١) راجع: "زاد المعاد في هدي خير العباد -صلى اللَّه عليه وسلم-" ١/ ٤٩ - ٥٢ وما بعده.