للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والسادس: تفنى حركاتهم البتة، وهو قول أبي الهذيل العلاف من المعتزلة.

والسابع: يزول عذابها، ويخرج أهلها منها، جاء ذلك عن بعض الصحابة، أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" من رواية الحسن، عن عمر قوله، وهو منقطع، ولفظه: "لو لَبِث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون فيه"، وعن ابن مسعود: "ليأتينّ عليها زمان ليس فيها أحد"، قال عبيد الله بن معاذ راويه: كان أصحابنا يقولون: يعني به: الموحدين، قال الحافظ: وهذا الأثر عن عمر لو ثبت حُمل على الموحدين، وقد مال بعض المتأخرين إلى هذا القول السابع، ونصره بعدة أوجه من جهة النظر، وهو مذهب رديء، مردود على قائله، وقد أطنب السبكي الكبير في بيان وهائه، فأجاد. انتهى كلام الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ-.

قال الجامع عفا الله عنه: أراد ببعض المتأخرين الذي ردّ عليه السبكيّ: ابنَ تيميّة، وتلميذه ابن القيّم، وسيأتي في المسألة التالية ذكر رسالة للعلامة الصنعانيّ ردًّا عليهما، وبالله تعالى التوفيق.

(المسألة الرابعة): في ذكر رسالة للعلامة الأمير محمد بن إسماعيل الصنعانيّ -رَحِمَهُ اللهُ- بعنوان: "رفع الأستار لإبطال أدلّة القائلين بفناء النار" أحببت إيرادها بنصّها حفظًا لها من الضياع، وليعمّ نفعها كلّ البقاع (١).

قال -رَحِمَهُ اللهُ-:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي ليس سواه واجب الوجود الذي وعد الذين سُعدوا بدوام النعيم في جنات الخلود، وتوعّد الذي شَقُوا بالأبدية في النار ذات الوَقُود، وأخبر أنه مبدلهم جلودًا ليذوقوا العذاب كلما نضجت منهم الجلود، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تُدافع عن قائلها إذا كانت الأعضاء هي الشهود، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صاحب المقام المحمود، في يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود، صلى الله عليه وعلى آله الرُّكَّع السُّجُود.


(١) مع كتابة معظم تحقيقات الشيخ الألبانيّ -رَحِمَهُ اللهُ- وتخريجاته تكميلًا للفوائد.