قال الجامع عفا الله عنه: هذا الإسناد تقدّم بعينه قبل حديثين.
وقوله:(وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ) فاعل "ساق" ضمير ابن أخي ابن شهاب، واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم.
[تنبيه]: رواية ابن أخي ابن شهاب، عن عمّه هذه ساقها أبو يعلى رحمه اللهُ في "مسنده"(٦/ ٢٨٢) فقال:
(٣٥٩٤) - حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن أخي الزهريّ، عن عمة، قال: أخبرني أنس بن مالك، أن ناسًا من الأنصار، قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله، من أموال هوازن ما أفاء، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي رجالًا من قريش المائة من الإبل، قالوا: يغفر الله لرسول الله، يعطي قريشًا، ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس: فحُدِّث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمقالتهم، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الأنصار، فجمعهم في قبة من أدم، ولم يَدْعُ معهم أحدًا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"ما حديثٌ بلغني عنكم؟ "، فقال له فقهاء الأنصار: أما ذوو رأينا يا رسول الله، فلم يقولوا شيئًا، وأما ناس منّا حديثةٌ أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله؛ أيعطي قريشًا، ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإني أعطي رجالًا حديثي عهد بكفر، أتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به"، قالوا: بلى يا رسول الله، قد رضينا، قال لهم:"فإنكم ستجدون بعدي أثرةً شديدةً، فأبصروا حتى تلقوا الله ورسوله، فإني على الحوض"، قال أنس: قالوا: نعم.
والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب قال: