قال الجامع عفا الله عنه: هذا الإسناد تقدّم بعينه قبل ثلاثة أحاديث.
وقوله:(وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ) فاعل "اقتصّ" ضمير صالح بن كيسان.
[تنبيه]: رواية صالح بن كيسان، عن ابن شهاب هذه ساقها النسائيّ رحمه اللهُ في "الكبرى"(٥/ ٨٨) فقال:
(٨٣٣٥) - أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: أنا عمي، قال: أنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدّثني أنس بن مالك، أنه قال: لَمّا أفاء الله على رسوله ما أفاء، من أموال هوازن، طَفِقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعْطِي رجلًا من قريش المائة من الإبل، فقال رجل من الأنصار: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي قريشًا، ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس: فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلى الأنصار، فجَمَعهم في قبة من أدم، ولم يَدَع معهم أحدًا، فلما اجتمعوا قال:"ما حديث بلغني عنكم؟ " قال فقهاء الأنصار: أما ذوو الرأي منّا، فلم يقولوا شيئًا، وإنما أناس حديثة أسنانهم، فقال (١): يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي قريشًا، ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعطي رجالًا حديثٌ عهدُهُم بالكفر، فأتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به"، قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا، فقال لهم:"إنكم ستلقون بعدي أَثَرَةً شديدةً، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض"، قال أنس: فلم نصبر، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه اللهُ المذكور أولَ الكتاب قال: