فالفلكي الكاشي (١) استكمل حساب الخانات، وذلك بتحويل الكسر الأول إلى خانات مثلًا الكسر.
١٠ ... ٨
ــ ٢ = ــ ٢ = ٨, ٢٠
١٢٥ ... ١٠٠
وهذا مجهود لولاه ما استطاعت بائعة البيض أو بائع اللبن حل المسائل الحسابية العويصة، وكذلك التوصل إلى حساب اللوغاريتمات.
وحتى اليوم ما زال الجبر في أوربا مطبوعًا بالطابع العربي فهناك الحرف (X) للإشارة إلى المجهول، وهذه الإشارة اتباعًا للترتيب الأبجدي استتبعت استخدام الإشارة (Y) للمجهول الثاني و (Z) للمجهول الثالث فكل هذه الإشارات تحسست طريقها إلى أوربا عن طريق العربية، وقد يبدو هذا القول عجيبًا؛ لأن العربية لا تعرف الإشارة (X). لكن المتأمل إلى العربية يجدها تعبر عن المجهول بلفظ «شيء»، ومن ثم اختصرت هذه الكلمة إلى الحرف (ش) ويقابل هذا الصوت في الأسبانية القديمة الصوت (X)، وقد وجدت هذه الإشارة طريقها إلى المدارس الأوربية في الفرقة السابعة، إذ تستخدم للتعبير عن المجهول الإشارة الأسبانية (X) والتي هي العربية (ش) في ثوبها الجديد الأسباني.
والعرب أيضًا هم الذين اخترعوا حساب المثلثات المسطح والكروي وهو علم لم يعرفه اليونان وتنبهوا إليه فقط عن طريق الخطوط المتقاطعة للعالم «منليوس» فظهر لهم هذا التطور المفيد. أما العرب فقد استخدموا عوضًا عنه نظرية الجيب والمستوى المماس والقواعد الأساسية لحساب المثلثات، وبذلك وفق العرب في خلق علم جديد مفيد في الفلك والملاحة والمساحة.
وعن طريق ترجمة الكتاب الشهير للعالم العربي أبي عبد الله محمد بن سنان
(١))) لعل المؤلف تعني كتاب: مفتاح الحساب (في علم الحساب) تأليف غياث الدين جمشيد بن مسعود بن محمود بن الطيب الكاشي المتوفى سنة ٨٤٠ هـ (المترجم).