للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحُبُليّ عن عبد اللَّه بن عمرو:

أنّه سأل رجلٌ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، تَمُرُّ بنا جنازة الكافر، أفنقوم لها؟ قال: "نعم، قوموا لها، فإنّكم لَسْتُم تقومون لها، إنَّما تقومون إعظامًا للذي يقبِضُ النفوس" (١).

(٣٧١٠) الحديث الثاني والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عبد الرحمن قال: حدّثنا سعيد قال: حدّثني عيّاش بن عبّاس عن عيسى بن هلال الصَّدَفي عن عبد اللَّه بن عمرو قال:

أتى رجلٌ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أَقْرِئْني يا رسول اللَّه. قال: "اقرأْ ثلاثًا من ذات (آلر) فقال الرجل: كَبِرَت سنّي. واشتدّ قلبي، وغَلُظَ لساني. قال: "فاقرأ من ذات (حم) فقال مثل مقالته الأولى، فقال: "اقرأ ثلاثًا من المُسَبِّحات" فقال مثل مقالته، فقال الرجل: ولكن أقْرِئْني يا رسول اللَّه سورة جامعة. فأقرأه: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} حتى إذا فرغَ منها قال الرجل: والذي بعثك بالحقّ، لا أزيد عليها أبدًا، ثم أدبرَ الرجل، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أفلَحَ الرُّوَيجلُ، أفلح الرُّوَيجل".

ثم قال: "عليّ به"، فجاءه، فقال له: "أُمِرْتُ بيوم الأضحى، جعله اللَّهُ عيدًا لهذه الأمّة" فقال الرجل: أرأيت إنّ لم أجدْ إلّا منيحة ابني، أَفَأُضَحّي بها؟ قال: "لا، ولكن تأخذ من شعرك، وتُقلِّمُ أظفارك، وتقُصُّ شاربَك، وتحلِقُ عانتك، فذلك تمام أُضحيتك عند اللَّه" (٢).


(١) المسند ١١/ ١٣٥ (٦٥٧٣). ورجال رجال الصحيح عدا ربيعة، صدوق، له مناكير. روى له الترمذي وأبو داود والنسائي. التقريب ١/ ١٧٢. وقد صحّح الحديث ابن حبّان ٧/ ٣٢٤ (٣٠٥٣)، وصحّح الحاكم إسناده ١/ ٣٥٧، ووافقه الذهبي، ووثّق الهيثمي رجاله - المجمع ٣/ ٣٠.
ويشهد للحديث ما رواه الشيخان عن جابر بن عبد اللَّه وعامر بن ربيعة - الجمع ٢/ ٣٥٥ (١٥٧٥)، ٣/ ٣٥٠ (٢٨١٩). وينظر في القيام للجنازة الفتح ٣/ ١٨٠.
(٢) المسند ١١/ ٣٩١ (٦٥٧٥). ولهذا الإسناد: أخرجه أبو داود في قسمين: الأول ٢/ ٥٧ (١٣٩٩)، والثاني ٣/ ٩٣ (٢٧٨٩). وأخرج الجزء الثاني منه من طريق سعيد بن أبي أيوب النسائي ٢/ ٢١٧. وصحّح ابن حبّان الحديث من طريق عيّاش بن عباس ٣/ ٥٠ (٧٧٣). وأخرج الحاكم القسم الأول منه من طريق عبد اللَّه بن يزيد شيخ الإمام أحمد، وقال: على شرط الشيخين. قال الذهبي: بل صحيح - ليس على شرطهما ٢/ ٥٣٢. وأخرج قسمه الثاني ٤/ ٢٢٣ من طريق سعيد بن أبي أيوب، وقد حسّن محقّقو المسند إسناده. وبيّنوا أن رجاله رجال الصحيح عدا عيسى بن هلال، روى عنه جمع، ووثقه ابن حبّان والفسوي. ولكن الألباني جعل الحديث في ضعيف السنن.

<<  <  ج: ص:  >  >>