من أذريته: رميته، والأول أليق بالريح؛ أي: أطارته؛ أي: انسفوا دقيق رمادي وانثروه وطيروه (في الريح في البحر، فوالله) أي: فأقسمت لكم بالإله الذي لا إله غيره (لئن قدر عليَّ ربي) أي: لئن شدد علي ربي في محاسبتي ومناقشتي (ليعذبني عذابًا) شديدًا (ما عذبه أحدًا) من العالمين.
(قال: فـ) لما مات ذلك الرجل .. (فعلوا) أي: فعل أولاده (به ذلك) الذي أوصى بهم من الحرق والإذراء في هواء البحر (فقال) الله عز وجل (للأرض: أدي) أي: ادفعي وردي (ما أخذتـ) ـه من رماد ذلك الرجل (فإذا هو) أي: ذلك الرجل حي (قائم، فقال) الله عز وجل (له) أي: لذلك الرجل: (ما حملك) وبعثك (على ما صنعت) من إيصاء الحرق والإذراء في البحر إلى أولادك؟ (قال) ذلك الرجل في جواب سؤال الرب: (خشيتك) أي: حملني على ذلك مخافتك (أو) قال: حملني على ذلك (مخافتك يا رب، فغفر له) أي: لذلك الرجل (لذلك) أي: لأجل مخافته لربه؛ أي: فقال الرجل في جواب سؤال الرب جل جلاله: حملني على ذلك خشيتك؛ أي: خشية عذابك يا رب، أو مخافتك؛ أي: أو قال الرجل: حملني على ذلك مخافة عقوبتك، والشك من الراوي أو ممن دونه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:(فغفر) الله سبحانه (له) أي: لذلك الرجل (بذلك) أي: بسبب خشيته من ربه.
فدل الحديث على أن شدة خشية الله هي التي تسببت لمغفرة الله له.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء،