وعن مجاهد:({وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ}، قال: الجودي جبل بالجزيرة، تشامخت الجبال يومئذ من الغرق وتطاولَت، وتواضع هو لله، فلم يغرق، وأرسيت سفينة نوح عليه).
وعن الضحاك يقول:({وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} هو جبل بالموصل) - والله تعالى أعلم.
وقوله:{وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. أي: سحقًا لقوم نوح الذين حاق بهم غضب الله فنزل بهم عذابه.
في هذه الآيات: مناجاة نوح ربه لنجاة ولده، وجواب الله له أنه ليس من أهله، ووعظه له أن لا يسأل ما ليس له به علم، واستغفار نوح - عليه الصلاة والسلام - من ذلك. ثم أَمْرُ الله نوحًا الهبوط بسلام عليه وعلى من معه، وعلى كل من تبعه على الحق، وأما من خالف منهاجه دخل في متاع قليل ينتهي بعذاب أليم.
قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: ونادى نوح ربه فقال: ربِّ إنك وعدتني أن تنجيني من الغرق والهلاك وأهلي، وقد هلك ابني، وابني من أهلي، {وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ}، الذي لا خلف له، {وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} بالحق، فاحكم لي بأن تفي لي بما وعدتني، من أن تنجّي لي أهلي، وترجع إليَّ ابني).
وقوله:{قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}. قال ابن عباس:(ما بغت امرأة نبي قط. وقوله:{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}، الذين وعدتك أن أنجيهم معك). وقال: