قال شيخ الإسلام رحمه الله:(المقدور يكتنفه أمران: التوكل قبله والرضا بعده).
وقيل:(التوكل إسقاط التدبير) - يعني الإستسلام لتدبير الرب لك، وهذا في باب التجربة الابتلائية وليس في باب الأمر والنهي.
وفي الصحيحين - واللفظ لمسلم - عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:[اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أَنَبْتُ، وبك خاصَمْت. اللهم إني أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت أن تُضِلَّني، أنت الحيّ الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون](١).
في هذه الآيات: يقول تعالى ذكره لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: قل - يا محمد - لهؤلاء المنافقين: هل ترقبون بنا إلا النصر أو الشهادة؟ ! فنحن ننتظر بكم نزول نقمة الله بكم بعذاب من عنده أو بأيدينا فانتظروا إنا منتظرون.
إنكم لن ينفعكم الإنفاق في أي حال ما دمتم كفرتم بالوحي وأنكرتم النبوة، ثم سخرتم بالصلاة وأتيتموها كسالى ولا تنفقون إلا وأنتم كارهون.
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه (٨/ ٨٠) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر مختصر صحيح مسلم - حديث رقم - (١٨٦٦) - كتاب الدعاء - ورواه البخاري.