قوله عز وجل:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} في الكلام حذفٌ، وحذفُ مضافٍ، أي: واذكر لقومك في القرآن قصة إبراهيم، ثم حذفا للعلم بهما.
{إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}(نبيًا): خبر بعد خبر، أو حال من المنوي في {صِدِّيقًا}.
وقوله:{إِذْ قَالَ} إذ بدل من المضاف المحذوف، أو منصوب به، أو بـ {صِدِّيقًا نَبِيًّا}، أو بكان, لأن الظرف تكفيه رائحة الفعل.
وقوله:{لِمَ تَعْبُدُ} اللام من صلة {تَعْبُدُ} لا من صلة محذوف والتقدير: أخبرني لم تعبد كما زعم بعضهم؟ لأن اللام في حيز الاستفهام، والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، ألا ترى إذا قلت: بمن مررت؟ كانت الباء من صلة مررت، لا من صلة شيء يقدر قبلها.
وقوله:{مَا لَا يَسْمَعُ}(ما) موصولة منصوبة بتعبد، أو موصوفة، ومثلها في الأمرين (ما) في قوله: {قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ} غير أن محل هذه الرفع على الفاعلية. ومفعول قوله:{لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ} محذوف، وهو كالشيء المنسي.
وقوله:{وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} فيه وجهان، أحدهما: في موضع المصدر، أي: شيئًا من الغناء، والثاني: مفعول به، أي: لا يدفع عنك شيئًا يضرك.