للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديث: "نَهى عن قيل وقال" (١). قال الجوهري: وهما اسمان (٢).

وعن الحسن: (قُولُ الحَقِّ) بضم القاف (٣)، وهو مصدر كالقَول، ونظيرهما: الرُّهْبُ والرَّهْبُ.

{مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦)}:

قوله عز وجل: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ} أن وما اتصل بها في موضع رفع اسم كان، و {لِلَّهِ} الخبر، و {مِنْ وَلَدٍ} في موضع نصب، و {مِنْ} مؤكد، تدل على نفي استغراق الجنس، وزيدت في المنصوب، وزيادتها في الأمر العام مع المرفوع نحو: ما جاءني من أحد، فلا يجوز أن يتخذ ولدًا ولا أكثر، والتقدير: ما كان ينبغي، أو ما كان يجوز لله أن يتخذ ولدًا، فحذف الفعل وهو ينبغي، أو يجوز، ونابت اللام عنه. و {سُبْحَانَهُ}، أي: تنزيهًا له عن اتخاذ الولد.

وقوله: (وأَن الله ربي) قرئ: بفتح الهمزة (٤)، وفيه وجهان:

أحدهما: عطف على معمول قوله: {وَأَوْصَانِي} (٥)، أي: وأوصاني بالصلاة والزكاة وبأن الله ربي وربكم.

والثاني: أنه على إرادة اللام متعلق بقوله: {فَاعْبُدُوهُ}، أي: ولأنه ربي وربكم فاعبدوه، كقوله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (٦). فَحَمْلُها على الوجه الأول: جَرٌّ، وعلى الثاني: جر أو نصب، على الخلاف


(١) حديث مشهور متفق عليه، وهو هنا لفظ مسلم، وانظر جامع الأصول ١١/ ٧٢٣.
(٢) الصحاح (قول). وهو قول أبي عبيد قبله. انظر غريب الحديث ٢/ ٥٠ - ٥١.
(٣) ذكرها عنه ابن خالويه / ٨٥/. والزمخشري ٢/ ٤١٠. والقرطبي ١١/ ١٠٦.
(٤) قرأها أبو جعفر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ورويس عن يعقوب كما سوف أخرج.
(٥) من الآية (٣١).
(٦) سورة الجن، الآية: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>