للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بدل من {أَبَدًا} وهو بدل البعض من الكل، وهما ظرفان، أعني {أَبَدًا} و (ما داموا)، أما (أبدًا) فالظرفية فيه ظاهر؛ لأنه يراد به الدهر، وأما {مَا دَامُوا} فما مع الفعل بتأويل المصدر، والمصدر يراد به الوقت، يقال: فعلت كذا خُفُوقَ النجمِ.

وقوله: {وَرَبُّكَ} عطف على المستكن في {فَاذْهَبْ}، وقد ذكر نظيره فيما سلف بأشبع من هذا (١).

{قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٢٥)}:

قوله عز وجل: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي} محل {وَأَخِي} يحتمل أن يكون نصبًا على العطف على {نَفْسِي}؛ لأن أخاه إذا كان مطيعًا له فهو يملكه كما يملك نفسه.

أو على الضمير في {إِنِّي} على تأويل: إني لا أملك إلّا نفسي، وإن أخي لا يملك إلّا نفسه.

وأن يكون رفعًا على العطف على محل إن واسمِها على تأويل: إني لا أملك إلّا نفسي وأخي كذلك لا يملك إلّا نفسه.

أو على المستكن في {لَا أَمْلِكُ} بمعنى: لا أملك أنا وأخي إلّا أنفسنا، والذي جوز ذلك من غير تأكيد: الفصلُ.

وأن يكون جرًا على العطف على الضمير في {نَفْسِي} وإن كان ضعيفًا عند أهل البصرة، لقبح عطف الظاهر على المضمر المجرور إلَّا بإعادة الجار (٢).


(١) انظر إعراب {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ} الآية (٣٥) من البقرة. وانظر إعراب النحاس ١/ ٤٩١.
(٢) انظر أوجه الإعراب هذه عدا الجر في معاني الزجاج ٢/ ١٦٤ - ١٦٥، وإعراب النحاس ١/ ٤٩١، ومشكل مكي ١/ ٢٢٥، والبيان والتبيان. وانظرها مع الوجه الأخير في الكشاف ١/ ٣٣٢، والدر المصون ٤/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>