للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا القضاء ممَّا فهَّمهُ اللهُ تعالى سليمان عليهِ السَّلام.

وروى ابن أبي شيبة، وابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كانت امرأة عابدة من بني إسرائيل، وكانت تبتَّلت، وكانت لها جاريتان جميلتان، وقد تبتلت المرأة لا تريد الرجال، فقالت إحدى الجاريتين للأخرى: قد طال علينا هذا البلاء، أما هذه فلا تريد الرجال، ولا نزال بشر ما كنا لها، فلو أنَّا فضحناها فرجمت، فصرنا إلى الرجال.

فأخذتا ماء البيض، فأتتاها وهي ساجدة، فكشفتا عنها ثوبها، ونضحتا في دبرها ماء البيض، وصرختا: إنها قد بغت -وكان من زنى فيهم حده الرجم- فدفعت إلى داود عليه السلام وماء البيض في ثيابها، فأراد رجمها، فقال سليمان عليه السلام: ائتوا بنار؛ إن كان ماء الرجال تفرق، وإن كان ماء البيض اجتمع.

فَأُتِيَ بنار فوضعها عليه فاجتمع، فدرأ عنها الرجم، فعطف داود على سليمان فأحبه.

ثم كان بعد ذلك أمر أصحاب الحرث وأصحاب النساء، فقضى داود لأصحاب الحرث بالغنم، فخرجوا، وخرجت الرعاء ومعهم الكلاب، فقال سليمان: كيف قضى بينكم؟

فأخبروه، فقال: لو وليت أمرهم لقضيت بينهم بغير هذا القضاء، فقيل لداود: إنَّ سليمان يقول كذا وكذا، فدعاه فقال: كيف تقضي بينهم؟

<<  <  ج: ص:  >  >>