وهو قائم يصلي، فقال: هذا عابد بني إسرائيل، وأنا خليع بني إسرائيل، فلو دنوت منه لعلها أن تنزل عليه رحمة فيصيبني من ذلك، فدنا منه، فعرض في صدره: أنا عابد بني إسرائيل، وهذا خليع بني إسرائيل، فما أدناه مني وما قرَّبه إلي؟ [فأنف منه، وقال له: قم عني] قال: فنزل الوحي على نبي من أنبياء بني إسرائيل: أن مُر هذين فليستأنفا العمل [فقد غفرت للخليع، وأحبطت عمل العابد](١).
وروى ولده في "زوائده" عن كعب رحمه الله تعالى قال: كان رجل أعطاه الله -عز وجل- في الدنيا نهرًا، وكان ناس من الناس يعيشون في فضل مائه، فأتاه الشيطان فقال: حتى متى يعيش هؤلاء من فضل نهرك ولا يعينونك في نفقته ولا مؤنته؟
قال: فجمعهم، فقال لهم ذاك.
فقالوا: الحق حقك، فإن ترفقنا فأنت أهل ذلك، فسكَّره عنهم.
قال: فيوقف للحساب يوم القيامة، فيقول الله تعالى يوم القيامة: يا عبد الله! أعطيتك في الدنيا نهرًا؟