للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَتَّى أَخْبَرَهُ، فَقالَ: إِنَّما أَعْبُدُ الله، فَجَعَلَ الغُلامُ يَمْكُثُ عِنْدَ الرَّاهِبِ، وَيُبْطِئُ عَلَى الكاهِنِ، فَأَرْسَلَ الكاهِنُ إلَى أَهْلِ الغُلامِ: إِنَّهُ لا يَكادُ يَحْضُرُني، فأَخْبَرَ الغُلامُ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ، فَقالَ لَهُ الرَّاهِبُ: إِذا قَالَ لَكَ الكاهِنُ: أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلْ: عِنْدَ أَهْلِي، وَإِذا قَالَ لَكَ أَهْلُكَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّكَ كُنْتَ عِنْدَ الكاهِنِ، فَبَيْنَما الغُلامُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ مَرَّ بِجَماعَةٍ مِنَ النَّاسِ كَثِيْرَةٍ قَدْ حَبَسَتْهُمْ دابَّهٌ يُقالُ: كانَتْ أَسَدًا، فَأَخَذَ الغُلامُ حَجَرًا، فَقالَ: إِنْ كانَ ما يَقُوْلُ الرَّاهِبُ حَقًّا فَأَسْألُكَ أَنْ أَقْتُلَ هَذهِ الدَّابَّةَ، وَإِنْ كانَ ما يَقُولُ الكاهِنُ حَقًّا فَأَسْألُكَ أَنْ لا أَقْتُلَها، ثُمَّ رَمَى فَقَتَلَ الدَّابَّةَ، فَقَالَ النَّاسُ: مَنْ قتلَها؟ فَقَالُوا: الغُلامُ، فَفَزِعَ النَّاسُ، وَقالُوا: قَدْ عَلِمَ هَذا الغُلامُ عِلْمًا لَمْ يَعْلَمْهُ أَحَدٌ، فَسَمِعَ أَعْمَى فَجَاءَهُ".

وقال في الرواية الثانية: "فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذا أتَى ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى دَابَّةٍ فَظِيْعَةٍ عَظِيْمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ فَلا يَسْتَطِيْعُوْنَ أَنْ يَجُوْزُوا، فَقَالَ الغُلامُ: اليَوْمَ أَعْلَمُ؛ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ أَمْ السَّاحِرُ، فأَخَذَ حَجَرًا فَقالَ: اللهُمَّ إِنْ كانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضى لَكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فاقْتُلْ هَذهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوزَ الناسُ، وَرَمَاها فَقَتَلَها، وَمَضَى النَّاسُ، فَأُخْبِرَ الرَّاهِبُ بِذَلِكَ، فَقالَ: أَيْ بُنَي! أَنْتَ أَفْضَلُ مِني وَإِنَّكَ سَتُبْتلَى، فَإِذا ابْتُلِيْتَ فَلا تَدُلَّ عَلَيَّ، وَكانَ الغُلامُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَسائِرَ الأَدْواءِ وَيَشْفِيهِمْ، وَكانَ جَلِيْسُ الْمَلِكِ أَعْمَى فَسَمعَ بِهِ، فَأَتاهُ وَأتاهُ بِهَدايَا كَثِيْرَةٍ، فَقالَ: اشْفِنِيْ وَلَكَ ما هَا هُنا، فَقالَ: ما أَشْفِي أَنَا أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ؛ فَإِنْ آمَنْتَ باللهِ دَعَوْتُ اللهَ فَشَفاكَ، فآمَنَ فَدَعا الله، فَشَفاهُ،

<<  <  ج: ص:  >  >>