وقد توافق أبو بكر - رضي الله عنه - وحزقيل في هذا الأسلوب، فروى ابن أبي شيبة، والحكيم الترمذي، والبيهقي في "الدلائل" عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: ما تنول من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء كان أشد من أن طاف بالبيت ضحى، فلقوه حين فرغ، فأخذوا بمجامع ردائه، وقالوا: أنت الذي تنهانا عما كان يعبد آباؤنا؟ فقال: أَنا ذاكَ، فقام أبو بكر - رضي الله عنه - فالتزمه من ورائه، وقال:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}[غافر: ٢٨] رافعاً صوته بذلك، وعيناه
(١) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (٤/ ٥٩). لكن من قول أبي العلاء المعري، ثم قال: لذلك قال علي - رضي الله عنه - لبعض من قصر عقله عن فهم تحقيق الأمور وكان شاكا: إن صح ما قلتَ فقد تخلصنا جميعًا، وإلا فقد تخلصتُ وهلكتَ.