للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن الربيع بن خُثيم رحمه الله تعالى: أن سائلًا وقف ببابه، فقال: أطعمني سكرًا.

فقالوا: ما يصنع هذا بسكر؟ نطعمه خبزاً أنفع له.

قال: ويْحَكُم! أطعموه سُكَّرًا؛ فإن الربيع يُحِبُّ السكر (١).

وعنه أيضًا: أن سائلاً جاءه في ليلة بردة، فخرج إليه، فرآه كأنه مقرور، فقال: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢]، فنزع برتشاً له، فأعطاه إياه (٢).

والنفقة في الآية شاملة الصدقة على المحتاجين وعلى غيرهم، وعلى الأقارب وعلى غيرهم، وعلى الأرقاء وعلى غيرهم، وعلى الجيران وعلى غيرهم، ثم هي على الأقارب والجيران والمحتاجين أفضل، وفي حديث أنس (٣) إشارة إليه.

وروى أبو الحسن بن جهضم في "بهجة الأسرار" عن بشر بن الحارث أنه قال: ليس شيء من أعمال البر أحبَّ إليَّ من السخاء، ولا أبغضَ إليَّ من الضيق وسوء الخلق (٤).


(١) ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٨٦٣)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١١٥).
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ١١١).
(٣) تقدم قريبًا.
(٤) ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٠٩١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>