للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه بَيْرُحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢] قال أبو طلحة: يا رسول الله! إن الله تعالى يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢]، وإن أحب أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله؛ فضعها يا رسول الله حيث أراك الله.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذاكَ مالٌ رابحٌ، ذاكَ مالٌ رابحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وَإِنيِّ أَرى أَنْ تَجْعَلَها في الأَقْرَبِينَ".

فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه (١).

وروى ابن جرير، وابن المنذر، والثعلبي عن مجاهد قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أن يبتاع له جارية من سبي جلولاء يوم فتحت مدائن كسرى في قتال سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه، فدعا بها عمر، فأعجبته، فقال عمر رضي الله تعالى عنه: إن الله تعالى يقول؛ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢]، فأعتقها عمر (٢).


(١) رواه الإِمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٩٥)، والامام أحمد في "المسند" (٣/ ١٤١)، والبخاري (١٣٩٢)، ومسلم (٩٩٨)، والنسائي في "السنن الكبرى" (١١٠٦٦).
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (٣/ ٣٤٧)، والثعلبي في "التفسير" (٣/ ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>