للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

"مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ من لِسَانه وَيَده". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ١٠، م: ٤٠].

٧ - [٦] وَعَنْ أَنَسٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ١٥، م: ٤٤].

ــ

(أيّ الإسلام) (١) [أي]: أي خصال الإسلام، أم أيّ ذوي الإسلام، وعلى الأول يحتاج في الجواب إلى تقدير: خصلة من سلم، بخلاف الثاني، وهو أوفق برواية الكتاب.

٧ - [٦] (أنس) قوله: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) من المحبة ما يكون جبلِّيًّا لا اختيار للعبد فيه، وهو خارج عن البحث؛ لأن الكلام في الإيمان الذي يكلف العبد في تحصيله وتكميله، فالمراد بالمحبة (٢) ههنا ما يكون للاختيار فيه مدخل، وحاصله ترجيح جانبه -صلى اللَّه عليه وسلم- في أداء حقه بالتزام دينه واتباع سنته ورعاية أدبه وإيثار رضاه على كل من سواه من النفس والولد والوالد والأهل والمال حتى يرضى بهلاك نفسه، وفقدان كل محبوب دون فوات


(١) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ بِلَفْظِ: "أَيُّ الإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ " وَالْفَرْقُ بَيْنَ (خَيْرٍ) وَ (أَفْضَلَ) بِأَنَّ الأَوَّلَ مِنَ الْكَيْفِيَّةِ، إِذْ هُوَ النَّفْعُ فِي مُقَابَلَةِ الشَّرِّ وَالْمَضَرَّةِ، وَالثَّانِي مِنَ الْكِمِّيَّةِ، إِذْ هُوَ كَثْرَةُ الثَّوَابِ فِي مُقَابَلَةِ الْقِلَّةِ، انظر: "مرقاة المفاتيح" (١/ ٧٢).
(٢) قال شيخنا على هامش "اللامع الدراري مع كنز المتواري" (٢/ ١٣٦): قال عامة الشراح: إن المحبة ههنا عقلية، لكن والدي -نور اللَّه مرقده- كان يقول: إن المحبة تعم العقلية والطبعية كلتيهما، لكن المحبة الطبعية تسترها العوارض أحيانا، وتظهر عند التزاحم، مثال ذلك: رجل يكون له ولد يحبه حبًّا جمًّا، لكنه لو وضع هذا الطفل الحبيب قدمه على القرآن الكريم فماذا سيكون؟ إن الوالد سيرمي بابنه بعيدًا ويضطرب لما حدث، هكذا لو أساء حبيب أحد في ذات الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلا يمكن لمسلم أن يتحمل ذلك مهما بلغت محبة الحبيب، انتهى. فهذا هو محبته عليه الصلاة والسلام، فالمراد حب الطبعي، كذا في "التقرير".

<<  <  ج: ص:  >  >>