للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معناه (١) الموجود لكن الإيجاد إذا لم يكن مسبوقاً بمثله يسمى إعادة، والله تعالى بدأ الخلق [٤٥٢ ب] ثم هو الذي يعيدهم، أي: يعيدهم نشأة أخرى ثم يحشرهم، والأشياء كلها منه بدأت وإليه تعود، وبه بدأت وبه تعود.

قوله: "المميت" (٢):


= وكقوله: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (١٣)} [البروج: ١٣].
انظر: "تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج (ص ٥٥ - ٥٦).
(١) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٣٩).
(٢) يوصف الله - عز وجل - بأنه المحيي والمميت، وهذا ثابت بالكتاب والسنة، وهما صفتان فعليتان خاصتان بالله - عز وجل -، وليسا هما من أسماء الله - عز وجل -.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨)} [البقرة: ٢٨].
وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (٦٦)} [الحج: ٦٦].
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٩)} [فصلت: ٣٩].
الدليل من السنة:
ما أخرجه البخاري رقم (٦٣١٤) من حديث حذيفة - رضي الله عنه - في دعاء الاستيقاظ من النوم: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
وما أخرجه البخاري رقم (٦٣٥١)، ومسلم رقم (٢٦٨٠) من حديث أنس - رضي الله عنه -: "اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي".
قال البيهقي في "الاعتقاد" (ص ٦٢): "المحيي: هو الذي يحيي النطفة الميتة، فيخرج منها النسمة الحية، ويحيي الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث، ويحيي القلوب بنور المعرفة، ويحيي الأرض بعد موتها، بإنزال الغيث، وإنبات الرزق. المميت: هو الذي يميت الأحياء، ويوهي بالموت قوة الأقوياء".

<<  <  ج: ص:  >  >>