للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن القيم في زاد المعاد يُرَجِّحُ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ»، وإن كان من حيث الحديث أقل.

والصحيح: أنه يفعل هذا مرة، وهذا مرة في جميع العبادات المتنوعة، وفوائد ذلك ثلاثة:

الأولى: حفظ السنة في كلا النوعين؛ لأنه لو اقتصر على نوع واحد نُسِيَ الآخر، فإذا صار مرة هذا ومرة هذا حفظ بذلك السنة.

الفائدة الثانية: تمام الاقتداء بالسنة؛ لأنه إذا كان ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا وهذا، فتمام الاقتداء به أن تفعل أنت هذا وهذا؛ لأنك لو اقتصرت على واحد منها أَمَتَّ الثاني، فلم يكن لك الاقتداء التام بالسنة.

الفائدة الثالثة: أن ذلك أقوى في استحضار القلب؛ لأنك لو بقيت على واحد دائمًا صار كأنك ماكينة تتحرك بلا إرادة، ولذلك إذا غفل الإنسان وقد اعتاد نوعًا من هذه الاستفتاحات، ما يدري إلا وهو قد .. ؟

طلبة: ( ... )، شرع فيه.

الشيخ: قد شرع فيه وانتهى منه، فكوننا نراقب أو نلاحظ فعل هذا مرة وهذا مرة لا شك أنه أدعى للخشوع.

فهذه ثلاث فوائد في فعل العبادات المتنوعة على وجوهها المتنوعة.

لكن لو قال قائل: هل نشترط في ذلك أن لا يُشَوَّشَ على الآخرين؟

نعم، نقول: ربما نشترط هذا، وربما لا نشترط، إن كان الموجودون محصورين، فهذا وإن شُوِّشَ عليهم أول مرة لم يُشَوَّشْ عليهم فيما بعد، فليفعل هذا مرة وهذا مرة.

ومن ذلك: القراءات، تعرفون أن بعض الآيات فيها قراءات متعددة، هل الأفضل أن يقتصر على قراءة واحدة، أو أن يأتي بهذا مرة وهذا مرة؟ الأفضل أن يأتي بهذا مرة وهذا مرة، بشرط أن لا يُشَوِّش، فإن خاف أن يُشَوِّش فلا يقرأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>