للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر، من تأليف محمد (باشا) بن الأمير عبد القادر، وهو في جزئين ولكنه صدر أول مرة في مجلد واحد، الأول خاص بالترجمة لحياة الأمير أثناء المقاومة، مع أولياته ونهاية نضاله. والثاني يتناول حياة الأمير الدينية والأدبية، أي أثناء وجوده في السجن والمنفى. وفي الكتاب تاريخ للجزائر في العهود السابقة للاحتلال ولكن باختصار، وتعتبر حياة الأمير إلى ١٨٤٧ هي حياة الجزائر أيضا، ولذلك يمكن اعتبار الجزء الأول تاريخا للجزائر كلها بين ١٨٣٠ - ١٨٤٧. وقد ضم الكتاب وثائق كثيرة ومصادر فرنسية وأخرى عربية وبعض الصور. ولكنه يذكر ذلك عرضا ولا يفردها بقائمة مرتبة، وليس في الكتاب تعاليق. وصدر الكتاب أثناء حياة المؤلف. وعندما طبع مرة أخرى، أضاف إليه ناشره بعض التعاليق الطفيفة (١).

ألف محمد باشا الكتاب سبع سنوات بعد وفاة والده. ويبدو أن المشروع كان قائما منذ كان الأمير عبد القادر حيا. ذلك أن الأمير هو الذي مكن ابنه من الوثائق العائلية ومن الرسائل والآراء والصلات بينه وبين غيره. وقد عثرنا على نسخة يبدو أنها الأصلية للمخطوط أو مستخرجة من الأصل، مكتوبة بخط جميل ومذهبة ومجلدة تجليدا فاخرا ومهداة إلى السلطان عبد الحميد الثاني، وهي منتهية سنة ١٨٩٠ (١٣٠٧). وقد يكون المؤلف انتهى من الكتاب قبل ذلك، بينما النسخة السلطانية نسخت في التاريخ المذكور فقط. وبالمقارنة مع النسخة المطبوعة في حياة المؤلف وجدنا بعض الفروق الهامة. ففي المطبوعة يذكر المؤلف أنه حين انتهى من تأليفه سرقت منه النسخة، وليس في المطبوعة إهداء إلى السلطان. كما أن هناك فروقا في التفاصيل بين النسختين تناولناها في دراستنا المفصلة والمنشورة في غير هذا (٢). أما


(١) ط. الأولى، الإسكندرية (مصر)، ١٩٠٣، وط ٢ دمشق (سورية)، ١٩٦٤. وتوفي المؤلف سنة ١٩١٣ انظر عنه فصل المشارق والمغارب.
(٢) (العثور على النسخة المسروقة من كتاب تحفة الزائر ...) في أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، ط ٢، ج ٢، ص ١١٥ - ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>