للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه ابن ماجه نحوه (١).

ص: ففي هذه الآثار نسخ وجوب صوم يوم عاشوراء، ودليل أن صومه قد رد إلى التطوع بعد أن كان فرضًا.

ش: أشار به إلى الأحاديث التي أخرجها عن ابن مسعود وعائشة وجابر بن سمرة وقيس بن سعد - رضي الله عنهم -، وفيها بيان انتساخ صوم يوم عاشوراء بعد ما كان فرضًا، وأن صومه صار تطوعًا، فمن شاء صامه ومن شاء تركه.

واختلف أهل الأصول أن ما كان فرضًا إذا نُسخ هل تبقى الإباحة أم لا؟ وهي مسألة مشهورة بينهم.

ص: وقد رُويت عن رسول الله - عليه السلام - أثار أخر فيها دليل على أن صومه كان اختيارًا لا فرضًا.

فمنها: ما حدثنا أبو بكرة وعلي بن شيبة، قالا: ثنا روح، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "لما قدم رسول الله - عليه السلام - المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله -عز وجل- فيه موسى - عليه السلام - على فرعون، فقال: أنتم أولى بموسى منهم فصوموا".

ففي هذا الحديث أن رسول الله - عليه السلام - إنما صامه شكرًا لله -عز وجل- في إظهاره موسى على فرعون، فذلك على الاختيار لا على الفرض.

ش: أي: رويت أحاديث أخرى عن النبي - عليه السلام - تدل على أن صوم يوم عاشوراء كان اختيارًا -يعني تطوعًا وتبرعًا- لا فرضًا، منها حديث ابن عباس.

أخرجه بإسناد صحيح.

وأبو بشر هو جعفر بن إياس اليشكري.


(١) "سنن ابن ماجه" (١/ ٥٨٥ رقم ١٨٢٨) مقتصرًا على ذكر زكاة الفطر فقط.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٢/ ١٥٨ رقم ٢٨٤١) مقتصرًا على الصيام.

<<  <  ج: ص:  >  >>