حلفتُ برَبِّ الرَّاقصاتِ إلى منىً ... بقينَ نهاراَ دامياتِ المناسم
عليهنَّ شُعثٌ ما اتقَّوا مِنْ وديقةٍ ... إذَا ما التظتْ شهباؤُهَا بِالعَمائِم
لتحتلِبَنْ قيسُ بنُ عيلانَ لقحةً ... صَرَى ثرةٍ أخلافُها غيرِ رائِمِ
قوله صرى ثرة، يريد صرى ناقة ثرة أخلافها. قال: والصرى ما اجتمع في الضرع من اللبن. قال،
وصرى في موضع نصب. وإنما ضربه مثلاً للحرب، يقول الحرب غير رئمة.
لعَمْرِى لَئنَ لاَمتْ هوازِنُ أَمرَهَا ... لقدْ أصبحتْ حلَّتْ بِدَارِ المَلاَومِ
ولَوْلا ارتفاعي عَنْ سُليمَ سقيتُها ... كِئاسَ سِمامٍ مُرَّةً وعلاقِمِ
فَمَا أنتمُ مِنْ قيسِ عيلانَ في الذُّرى ... وَلا مِنْ أثافيِها العِظامِ الجَماجِمِ
إذا حُصِّلَتْ قيسٌ فأنتُمْ قليلُها ... وأبعدها من صُلبٍ قيسٍ لعالِمِ
وأنتُمْ أذلُّ قيس عيلانَ حُبوةً ... وأعجزُها عِندَ الأمورِ العوارِمِ
سيُخبِرُ خُصيا ابِنَ الحُبابِ ورأسُهُ ... عُمير عَلى ما كانَ يومَ الأراقِمِ
عَشيَّةً ألقَوا في الخريطَةِ رأسَهُ ... وخُصييهِ مشدُوخاً سَليبَ القوائِمِ
ويروى مسدوحا ومبطوحاً.
عشيَّةَ يدعُوهم قُتيبةُ بعدَما ... رَأَى أنَّهُ لَمْ يعتصِمْ بِالعواصِمِ
تركنَا أُيُورَ الباهِليينَ بينَهُمْ ... مُعلَّقَةً تحتَ اللِّحَى كالتَّمائِمِ
ومَا كانَ هذا النَّاسُ حتَّى هداهُمُ ... بنا الله إلاَّ مِثْلَ شاءِ البهائِمِ
ويروى هذي البهائم.