للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((إليها أي معها، كما قال سبحانه:چ ? ? ? ?? چ [آل عمران ٥٢]؛ أي: مع الله)) (١).

وذكر ((إلى)) بدلا من ((مع)) يبرز معنى الارتباط والمصاحبة بين المبدل والمبدل منه.

ـ وقال: ((وهم يتسعون في حروف الخفض؛ فيضعون بعضها موضع بعض، قال الراعي (٢):

ثَقالٌ إِذا رادَ النِساءُ خَريدَةٌ ... صَناعٌ فَقَد سادَت إِلَيَّ الغَوانِيا [بحر الطويل]

أي: سادت عندى)) (٣). والمعنى الظاهر من البيت أن الغواني صرن ملاصقات

له؛ فهي جزء منه، والآخر المتخيل يوحي بالامتلاك والاستئثار.

(٢) زيادة الباء إذا كان في أول الكلام نفي أو شيء يشابه النفي، وزيادة الشعراء لها إذا كان بعدها أَنْ:

ـ قال عند قول أبي تمام:

مَلَأَ المَلا عُصبًا فَكادَ بِأَن يُرى ... لا خَلفَ فيهِ وَلا لَهُ قُدّامُ [بحر الكامل]

((والشعراء يجترئون على إدخال الباء الخافضة إذا كان بعدها ((أن) فيقولون: ظننتُ بأن أقومَ، وحسبتُ بأن أَفْعَل، قال الشاعر:

ظَنَنتُم بِأَن يَخفى الَّذي قَد صَنَعتُمُ ... وَفيكُم نَبِيٌّ عِندَهُ الحُكمُ واضِعُه (٤) [بحر الطويل])) (٥).


(١) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٢٣٠ب٤٧].
(٢) هو: ((الرَّاعِي أَبُوجَندَلٍ عُبَيْدُ بنُ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيُّ مِنْ كِبَارِ الشُّعَرَاءِ لُقِّبَ بِالرَّاعِي؛ لِكَثْرَةِ مَا يَصِفُ الإِبِلَ فِي شِعْرِهِ.)). [سير أعلام النبلاء: ٤/ ٥٩٧]
(٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٢٣٠ب٤٧].
(٤) البيت لحسان بن ثابت، وهوفي ديوانه، ص ٢٨٦، [تحقيق د. سيد حنفي حسنين، سلسلة الذخائر ١٧١، الهيئة العامة لقصور الثقافة]، والبيت ذُكِر في ((معجم شواهد النحوالشعرية))، د. حنا جميل حداد، وقال: ((مصادره: سيبويه وشرح الشنتمري لشواهد الكتاب ١/ ٢٤٢، والانتصار ١٠٩، [دار العلوم للطباعة والنشر ١٤٠٤هـ، ١٩٨٤م، الرياض، المملكة العربية السعودية]
(٥) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١٥٥ب٣١]، وينظر أيضا: [٤/ ٣٠٣ب٦]، ومن المواضع التي ذكرها أبوالعلاء وتزاد فيها ((الباء)) زيادتها مع ((حسب))، قال: ((الباء: تزاد مع حسب في الابتداء، ومنه قول الأول:
بحسبك في القوم أن يعلموا ... بأنك فهم غني مُضِرْ)) [١/ ٢٣٢ ـ ٢٣٣ب٤٣] ... .

<<  <   >  >>