نَص وَاحِد - لَا فِي الصِّفَات وَلَا غَيرهَا - اضْطر السّلف إِلَى تَأْوِيله وَللَّه الْحَمد، وكل الْآيَات وَالْأَحَادِيث الَّتِي ذكرهَا الصَّابُونِي وَغَيره تحمل فِي نَفسهَا مَا يدل على الْمَعْنى الصَّحِيح الَّذِي فهمه السّلف مِنْهَا وَالَّذِي يدل على تَنْزِيه الله تَعَالَى دون أدنى حَاجَة إِلَى التَّأْوِيل.
أما التَّأْوِيل فِي كَلَام السّلف فَلهُ مَعْنيانِ:
١ـ التَّفْسِير كَمَا تَجِد فِي تَفْسِير الطَّبَرِيّ وَنَحْوه "القَوْل فِي تَأْوِيل هَذِه الْآيَة" أَن تَفْسِيرهَا.
٢ـ الْحَقِيقَة الَّتِي يصير إِلَيْهَا الشَّيْء كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ} أَي تحقيقها, وَقَوله: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} أَي تَحْقِيقه ووقوعه.
أما التأوّل فَلهُ مَفْهُوم آخر: رَاجع الْحَاشِيَة.
وَإِن تعجب فاعجب لهَذِهِ اللَّفْظَة النابية الَّتِي يستعملها الأشاعرة مَعَ النُّصُوص وَهِي أَنَّهَا "توهم" التَّشْبِيه وَلِهَذَا وَجب تَأْوِيلهَا, فَهَل فِي كتاب الله إِيهَام أم أَن الْعُقُول الكاسدة تتوهم والعقيدة لَيست مجَال توهم.
فالعيب لَيْسَ فِي ظواهر النُّصُوص -عياذا بِاللَّه- وَلكنه فِي الأفهام بل الأوهام السقيمة. أما دَعْوَى أَن الإِمَام
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute