الأولى: طريق أزهر بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ واسع قال: قدمت مكة، فلقيني أخي سالم بن عبد الله بن عمر، فحدثني عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رسول الله (ص) قال ... ، فذكره؛ أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (٢٨) ، والدارمي في "سننه" (٢٧٣٤) ، والبخاري في "الكنى" (ص٥٠ رقم ٤٣٠) ، والترمذي في "جامعه" (٣٤٢٨) ، والعقيلي في "الضعفاء" (١/١٣٣-١٣٤) ، والطبراني في "الدعاء" (٧٩٢) ، والحاكم في "المستدرك" (١/٥٣٨) ، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/٣٥٥) . قال الترمذي: «هذا حديث غريب» . الثانية: طريق أبي عبد الله الفراء، عن سالم، به، ولم يقل: «له الملك، وله الحمد» ، وزاد: «بُني لَهُ بَيْت فِي الْجَنَّةِ» ؛ أخرجه البخاري في الموضع السابق من "الكنى". الثالثة: طريق المهاجر - أو المهاصر - بن حبيب، عن سالم؛ أخرجها الطبراني في "الدعاء" (٧٩٣) من طريق عبيد بن غنام ومحمد بن عبد الله الحضرمي، كلاهما عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَن المهاجر بن حبيب؛ قال: سمعت سالم ابن عبد الله بن عمر يقول: سمعت ابن عمر يقول، سمعت عمر ح يقول ... ، فذكره مرفوعًا. وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "الزهد" (ص٢٦٣) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، لكنه جعله من قول عبد الله بن عمر. ورواية عبيد بن غنام والحضرمي أرجح كما يظهر من سياق كلام الدارقطني الآتي. وقال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (٢/٦٤٢-٦٤٣) : «وقال أبو خالد الأحمر: عن المهاجر بن حبيب، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جدِّه، ورواه غيره عن المهاجر فلم يقل: عن جدِّه. قال علي بن المديني في "مسند عمر": وأما حديث مهاجر عن سالم فيمن دخل السوق، فإن مهاجر بن حبيب ثقة من أهل الشام، ولم يلقه أبو خالد الأحمر، وإنما روى عنه ثور بن يزيد والأحوص بن حكيم، وفرج بن فضالة، وأهل الشام، وهذا حديث منكر من حديث مهاجر من أنه سمع سالمًا، وإنما رَوى هذا الحديثَ شيخٌ لم يكن عندهم بثَبَتٍ يُقال له: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير؛ حدثناه زياد بن الربيع، عنه، به. فكان أصحابنا ينكرون هذا الحديث أشد الإنكار لجودة إسناده. وقال: وقد روى هذا الشيخ حديثًا آخر عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، عن النبيِّ (ص) أنه قال: «مَنْ رأى مبتلًى..» فذكر كلامًا لا أحفظه، وهذا مما أنكروه، ولو كان مهاجر يصحّ حديثه في السوق، لم ينكر على عمرو بن دينار هذا الحديث. انتهى كلامه _ح وإيانا» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (٢/٤٨-٥٠ رقم ١٠١) : «هو حديث يرويه عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير البصري - وكنيته أبو يحيى - عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر. واختلف عن عمرو في إسناده؛ رواه حماد بن زيد، وعمران بن مسلم المنقري، وسماك بن عطية، وحماد بن سلمة، وغيرهم، عن عمرو بن دينار، هكذا. واختلف عن هشام بن حسان؛ فرواه عنه عبد الله بن بكر السهمي، فتابع حماد بن زيد ومن تابعه. ورواه فضيل بن عياض، عن هشام، عن سالم، عن أبيه، ولم يذكر عمر. ورواه سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ هشام، عن عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ عمر، موقوفًا، ولم يذكر فيه سالمًا، ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن = = دينار؛ لأنه ضعيفٌ قليل الضبط. وروي عن المهاصر بن حبيب وعن أبي عبد الله الفراء، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمر، مرفوعًا. وروي عن عمر بن محمد ابن زيد؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البصرة مولى قريش، عن سالم، فرجع الحديث إلى عمرو بن دينار، وهو ضعيف الحديث لا يحتج به. وروي هذا الحديث عَنْ رَاشِدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيِّ، عن أبي يحيى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ. وأبو يحيى هذا هو: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير، ولم يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عُمَرَ؛ إِنَّمَا روى هذا عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» . وذكر نحو هذا أيضًا في "العلل" المخطوط (٤/ق ٥٦/ب) . وانظر التعليق على المسألة الآتية برقم (٢٠٣٨) ، و"علل الترمذي" (٦٧٤) ، و"الكامل" لابن عدي (٥/١٣٥) ، و"ميزان الاعتدال" (٣/٢٥٩) .