للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي أصابته الريح, ولم يختلف النحويون أن هذا الأجود والأفصح. والدعثور: الموضع الذي يكون على استواءٍ فيفسد ويزال عما كان عليه, فيقال له دعثور عند ذلك ودعثار وهذان اسمان له فإذا قلت مدعثر فكأنك قلت مفسد, أنشدني شماء وهي أعربية فصيحة من بني كلاب:

إذا وردنا آجنًا جهرناه ... أو خاليًا من أهله عمرناه

أو عافيًا من أثرٍ دعثرناه

تريد أثرنا فيه لكثرة عددنا فأزلناه عما كان عليه. وأما قوله من العين الحير فإنه جمع عيناء وكذلك جمع أعين. والحير جمع حوراء فكان ينبغي أن يقول من العين الحور ولكنه أتبع الحير العين وهذا عند حذاق أهل العربية يجري على الغلط كما قالوا هذا جحر ضب خربٍ. والصواب خرب, قال الخليل ومما يدلك على أنه غلط من قائله أنهم إذا قالوا هذان جحرا ضب قالوا خربان لا غير والذي غلطهم أن المضاف والمضاف إليه شيء واحد وأنهما موحدان و [أنهما] مذكران, ونظير هذا قوله من العين الحين لأنهما نعتان وأنهما جمعان وأنهما لمؤنثين, وأن الثاني يؤكد الأول لأنه في وصف العين وليس الثاني وصفًا آخر يأتي بمعنى يبعد من الوصف الأول كما تقول فلان سخي متكلم فمتكلم لا يؤكد

<<  <   >  >>