وقال: إنّ فلك الكواكب الثابتة السطح الأعلى من كرته مباشرٌ للفلك الأعظم المحيط بجميع الأفلاك المتحرك الحركة السريعة، والسطح الأدنى منها مباشر لفلك زُحَل، وهذا الفلك يتحرك من جهة المغرب إلى جهة المشرق.
وقال: الفلك الأعلى المحيط بجميع الموجودات محيطٌ بكرة الكواكب الثابتة مماسٌّ لها، وهو يتحرك من المشرق إلى المغرب، ويحرك بحركته جميع أفلاك الكواكب.
وقال: إنّ فلك الشمس محيطان السطح الأعلى من كرته محدَّبٌ مماسٌّ لقعر فلك المرِّيخ، والسطح الأدنى مقعَّرٌ مماسٌّ لمُحدَّب فلك الزهرة.
وقال في سطحَيْ القمر: الأعلى منهما مماسٌّ لمقعَّر فلك عُطارَد، والأدنى منهما مماسٌّ لكرة النار.
وقال في سطحَيْ فلك عُطارَد المتوازيين: الأعلى منهما مماسٌّ لمقعَّر فلك الزهرة، والأدنى مماسٌّ لمحدَّب فلك القمر.
وفي سطحَيْ فلك الزهرة: يماسُّ الأعلى فلك الشمس، ويحيط الأدنى بفلك عُطارَد.
٣٩١ - قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد المعروف بابن أبي الأَشْعَث - وهو جهميّ متفلسف - في مقالته في العلم الإلهي: وقد وضح البرهان عن أرسطاطاليس في المقالة الثامنة من كتابه في السماع الطبيعي، أنّ شيئًا متساوية الأجزاء لا يمكن أن يحرك نفسه، وقد بينّا نحن أيضًا هذا في المقالة الأولى، وقد رجع القول إلى أنّ محرِّكُه غيرُه، وما مُحرِّكُه غيرُه فمُحدَث. قال: وقد قال أرسطاطاليس إنّ كلّ جسم بالفعل فهو متناهٍ، ومحالٌ أن يكون جسمٌ متناهي غيرَ متناهي القوّة، والفلك جسمٌ متناهي فهو متناهي القوّة.