عبد الأعلى، ثنا بِشْر، عن أبي المهدي سعيد بن سنان. (ح) وحدّثنا الحسن بن موسى -أو: الحسين بن موسى- بن أبي معاوية البزّاز المصري، ثنا بِشْر بن بكر، حدّثني سعيد -وهو: ابنُ سنان-، عن أبي الزاهريّة، عن كثير بن مرّة، عن ابن الدَّيْلَمي أنّه لقي سعد بن أبي وقّاص، فقال له: إنّي شككتُ في بعض أمر القدر، فحدِّثْنا لعلّ الله يجعل لي عندك فرجًا، قال: نعم يا ابن أخي، إنّ الله لو عذّب أهلَ السماء وأهلَ الأرض عذّبهم وهو غير ظالم، ولو رحمهم كانت رحمتُه إيّاهم خيرًا من أعمالهم، ولو أنّ لامرئٍ مثلَ أحدٍ ذهبًا يُنفقه في سبيل الله حتى يُنفده، لا يُؤمن بالقدر خيره وشرّه، لم يتقبّل الله منه، ولا عليك أن تلقى عبد الله بن مسعود، فدفع ابنُ الدَّيْلَمي إلى عبد الله بن مسعود فقال له: يا أبا عبد الرحمن إنّي شككتُ في بعض أمر القدر، فحدِّثني لعلّ الله يجعل لي عندك منه فرجًا، فقال له مثل ما قال سعدُ بنُ أبي وقّاص، فقال ابن مسعود:"ولا عليك أنْ تلقى أبيَّ بنَ كعب"، فدفع ابنُ الدَّيْلَمي إلى أبيّ بن كعب، فقال ابنُ الدَّيْلَمي: يا أبيَّ بنَ كعب إنّي شككتُ في أمر القدر، فحدِّثني لعلّ الله يجعل لي عندك منه فرجًا، فقال له مثلَ مقالة أصحابه، فقال:"ولا عليك أن تلقى زيد بنَ ثابت"، فدفع ابنُ الدَّيْلَمي إلى زيد بن ثابت فقال: أيْ زيد إنّي شككتُ في بعض أمر القدر، فحدِّثني لعلّ الله أن يجعل لي عندك فيه فرجًا، فقال زيد بنُ ثابت: نعم يا ابنَ أخي، إنّي شهدتُ رسولَ الله يقول:
"إنّ الله لو عذّب أهلَ السماء وأهلَ الأرض، عذّبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهم، ولو رحمهم كانت رحمتُه إيّاهم خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنّ لامرئٍ جبلَ أُحُد ذهبًا، يُنفقُه في سبيل الله حتى يُنفده، ولا يومن بالقدر خيره وشرّه دخل النارَ".