للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

للانقطاع المذكور، وقد تقدم تخريجه في الباب الماضي واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٨٥٥ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ, عَنْ عَبْدَةَ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» , فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ, فَقَالَتْ: وَهِلَ, إِنَّمَا مَرَّ النَّبِيُّ (١) - صلى اللَّه عليه وسلم - عَلَى قَبْرٍ, فَقَالَ: «إِنَّ صَاحِبَ الْقَبْرِ (٢) لَيُعَذَّبُ, وَإِنَّ أَهْلَهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ». ثُمَّ قَرَأَتْ: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (محمد بن آدم) بن سليمان الجهنيّ المصّيصيّ، صدوق [١٠] ٩٣/ ١١٥.

٢ - (عبدة) بن سليمان الكلابي الكوفيّ الحافظ الثبت، من صغار [٨] ٧/ ٣٣٩.

٣ - (هشام) بن عروة المدنيّ الفقيه، ثقة ربما دلّس [٥] ٤٩/ ٦١.

٤ - (عروة) بن الزبير الدني الفقيه الثقة الثبت [٣] ٤٠/ ٤٤.

٥ - (ابن عمر) - رضي اللَّه عنه - المذكور قبل حديث. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من خماسيات المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وفيه رواية الابن عن أبيه، وتابعيّ، عن تابعيّ، وفيه ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - أحد المكثرين السبعة، وأحد العبادلة الأربعة. وأحد المشهورين بالفتوى. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنِ ابْنِ عُمَرَ) - رضي اللَّه عنه -، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ ببُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيهِ") تقدم الكلام عليه في الباب الماضي (فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ) - رضي اللَّه عنها - (فَقَالَتْ: وَهِلَ) بفتح الواو، وكسر الهاء: كغلط وزنا ومعنى. يقال: وَهِلَ عن الشيء، وفيه، وَهَلًا، من باب تعب: غلط فيه، ووَهَلْتُ إليه وَهْلاً، من باب وَعَدَ: ذهب وَهْمُك إليه، وأنت تريد غيره، مثل وَهَمتُ. قاله في "المصباح"، والأول هو المناسب هنا (إِنَّمَا مَرَّ النَّبِيُّ) وفي نسخة: "رسول اللَّه" (- صلى اللَّه عليه وسلم - عَلَى قَبْرٍ) وفي نسخة: "بقبر" (فَقَالَ: "إِن صَاحِبَ الْقَبْرِ لَيُعَذَّبُ) أي بذنوبه، لا ببكاء أهله عليه، ولفظ مسلم من طريق أبي أسامة، عن هشام: إنما قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إنه يعذّب بخطيئته، أو بذنبه، وإن أهله ليبكون عليه الآن" (وَإِنَّ أَهْلَهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ) جملة في محلّ نصب على الحال من نائب الفاعل (ثُمَّ قَرَأَتْ:


(١) - وفي نسخة: "رسول اللَّه".
(٢) - وفي نسخة: "إن صاحب القبر".