للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرح الأداة السابعة: كلمة "لَمَّا" وَهِي حَرْفُ نفي وجزم، يجزم الفعل المضارع، ويَقْلِبُ زمنَهُ فيجعلهُ ماضياً مثل "لَمْ" لكنَّ "لمَّا" تُفَارقُ "لَمْ" في خمسة أمور:

الأمر الأول: أنّها لا تقترن بأداة شرط، بخلاف "لم".

الأمر الثاني: أنّ منفيَّها مُسْتَمِرُّ النفي إلى زمان التكلّم، بخلاف "لَمْ" فقد ينقطع نفيُها في بعض أزمان الماضي، مثل قول الله عزّ وجلّ في سورة (الإِنسان/ ٧٦ مصحف/ ٩٨ نزول) :

{هَلْ أتى عَلَى الإنسان حِينٌ مِّنَ الدهر لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} [الآية: ١] .

أي: ثُمَّ كان شيئاً مذكوراً في الزمانِ الماضي.

الأمر الثالث: أنّ الغالب في منفيّ "لمَّا" أنْ يكون قرِيباً من الحال.

الأمر الرابع: قالوا: إنّ منفيّ "لمَّا" متوقَّعٌ ثُبوتُهُ بخلاف منفي "لم".

أقول: هذا مُعْتَرَضٌ عليه بقول الله عزّ وجل في سورة (عبَس/ ٨٠ مصحف/ ٢٤ نزول) :

{كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ} [الآية: ٢٣] .

إذِ الاَيةُ فيها زَجْرٌ يَوْم القيامة للعاصي الذي لمَّ يَقْضِ ما أَمَرَهُ الله به، وقد صار أمراً غير ممكن الحصول، وغير متوقّع، بعد انتهاء زمن الابتلاء.

الأمر الخامس: أنّ منفيّ "لمَّا" جائز الحذف، فتقول: أنَا قاصدٌ الحجّ إلى بيت الله الحرام ولمَّا، أي: ولمَّا أصِلْ. بخلاف "لم".

***

شرح الأداة الثامنة: كلمة "لَنْ" وهي حرف نفي ونَصْبٍ للفعل المضارع، واسْتِقبال.

<<  <  ج: ص:  >  >>