للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

أَو لم أعرفهم خرجت مِنْهُم مبتكراً مصاحباً للبازي الَّذِي هُوَ أبكر الطُّيُور فِي حَال اشتمالي على شَيْء من سَواد اللَّيْل. والبازيّ على وزن القَاضِي فِي الأَصْل: صفة من بزا يبزو: إِذا غلب. ويعرب إِعْرَاب المنقوص. وَالْجمع بزاة.

وَهَذَا الْبَيْت من أَبْيَات لبشار بن برد مدح بهَا خَالِدا الْبَرْمَكِي وَكَانَ قد وَفد عَلَيْهِ وَهُوَ بِفَارِس فأنشده:

(أخالد لم أهبط إِلَيْك بذمّة ... سوى أنني عاف وَأَنت جواد)

(أخالد إِن الْأجر وَالْحَمْد حَاجَتي ... فَأَيّهمَا تَأتي فَأَنت عماد)

(فَإِن تعطني أفرغ عَلَيْك مدائحي ... وَإِن تأب لم تضرب عليّ سداد)

(ركابي على حرف وقلبي مشيّع ... وَمَا لي بِأَرْض الباخلين بِلَاد)

(إِذا أنكرتني بَلْدَة أَو نكرتها ... خرجت مَعَ البازيّ عليّ سَواد)

يُقَال: هَبَط من مَوضِع إِلَى مَوضِع: إِذا انْتقل إِلَيْهِ والهبوط الحدور كرسول فيهمَا. والذمّة هُنَا الْعَهْد وَالْحُرْمَة. والعافيّ: من عفوته: إِذا أَتَيْته طَالبا لمعروفه وَجمعه العفاة وهم طلاب الْمَعْرُوف. وَهَذَا مثل قَول دعبل لما وَقد على عبد الله بن طَاهِر:

(جئْتُك مستشفعاً بِلَا سَبَب ... إِلَيْك إِلَّا لحُرْمَة الْأَدَب)

(فَاقْض ذمامي فإنني رجل ... غير ملحّ عَلَيْك فِي الطّلب)

فَبعث إِلَيْهِ عبد الله بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وبهذين الْبَيْتَيْنِ:

<<  <  ج: ص:  >  >>