للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكأن ذلك خفي على الحافظ ـ رحمه الله ـ فقال في ترجمته من "اللسان" (٣/١٠٤) : " وما عرفتُ سليمان بعد ".

وسبحان الله، جئتُ أدافع عن جزم الطبراني بتفرد ابن زبان به عن مندل، فإذا بي أجده يروي عين الحديث في "المعجم الكبير" (١٠ /٣٤٦ رقم ١٠٦٧٤) عن أبي زرعة الدمشقي ثنا محمد بن الصلت الكوفي ثنا مندل به.

ومحمد بن الصلت ليس متهماً ولا مخلطاً، بل هو ثقة من شيوخ البخاري (١) ، ووثقه ابن نمير، والرازيان وغيرهم.

(ثم روى) ابن عدي من طريق سليمان بن أبي هوذة، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن محمد بن أبي ليلى عن داود به: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم، وهو صائم".

(وبإسناد حديث) : " برهما فإنك في جهاد ": " أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ

فقال: يا رسول الله، إن داري شاسع فهل تنفعني التقوى؟ قال: نعم، وإن كنت في جحر فأرة ".

وتقدم أنه إسناد تالف، ثم ما علاقة ضيق أو اتساع الدار بالتقوى؟!

ثم روى من طريق عبد الله بن يوسف ـ وهو التنِّيسي ـ ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن داود بن علي، عن عبد الله بن عباس (كذا، والظاهر أنه سقط منه: عن أبيه) ، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - " كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة، ألم تنزيل ".

قلت: ورجاله كلهم ثقات، وسعيد بن عبد العزيز من الثقات الأثبات، وقدَّمَهُ بعضهم على أهل الشام بإطلاق، وبعضهم على الأوزاعي ـ رحمه الله ـ وجعله بعضهم بعده رأساً، أما القول باختلاطه؛ فيرى البعضُ أنه اختلط قبل موته، ووصفه البعض بأنه " تغيّر " والأكثرون لم يتعرضوا لهذه القضية أصلاً.


(١) قلت هذا قبل أن أعلم أنه قد روى له حديثاً واحداً متابعةً. وقال الذهبي في "الميزان": " وقال بعضهم: فيه لين "، ولم أَدْر من هذا البعض. أما قول ابن نمير: " وأبو غسان أحب إليّ منه " فلا يعتبر قدحاً، بل من باب (ثقة وأوثق) . والله أعلم.

<<  <   >  >>