للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«٣» فإن قيل: فما علة من فصل بين كل سورتين بالتسمية؟.

فالجواب أن الذين فعلوا ذلك هم الحرميّان (١) إلاّ ورشا (٢) وعاصم والكسائي (٣) وعلّتهم في ذلك أنهم اتبعوا خطّ المصحف، وأرادوا التبرك بابتداء (٤) أسماء الله، ولما روي عن عائشة (٥) أنها (٦) قالت: «اقرؤوا ما في المصحف» (٧). ولأن بعض العلماء قد قال: إنها آية من أول كل سورة إلا «براءة» وهو أحد قولي الشافعي، وبه قال ابن المبارك، وهو قول شاذ، لأنهم زادوا (٨) في


(١) الحرميان نسبة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة زادهما الله تعالى تشريفا ورفعة، فأما أولهما فهو عبد الله بن كثير إمام أهل مكة في القراءة (ت ١٢٠ هـ) ترجم في الجرح والتعديل ٢/ ١٤٤/٢، وطبقات القراء ١/ ٤٤٣. وأما ثانيهما فهو نافع بن أبي نعيم، وقد تقدمت ترجمته.
(٢) ورش هو عثمان بن سعيد اختلف في اسمه وكنيته. رحل إلى نافع بن أبي نعيم وعرض عليه القرآن ختمات، وهو الذي لقبه ورشا، مهر بالقرآن والعربية، شيخ القراء المحققين وإمام أهل الأداء بالديار المصرية، (ت ١٩٧ هـ) ترجم في طبقات القراء ١/ ٥٠٢
(٣) ص: «اختيارا منهم، وقد رويت عن جميع القراء إلا حمزة والكسائي» وأما استثناء ورش فلأن الرواية من طريق الأزرق على الوصل كحمزة، انظر التبصرة ١١ /ب، والتيسير ١٧، والنشر ١/ ٢٥٨
وأما عاصم فهو ابن أبي النّجود، تابعي، روى القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وعنه الثوري وشعبة، أحد القراء السبعة، (ت ١٢٧ هـ)، ترجم في طبقات ابن سعد ٦/ ٣٢٠، والجرح والتعديل ١/ ٣٤٠/٣.
والكسائي فهو علي بن حمزة، أحد القراء السبعة، وإمام أهل الكوفة في القراءة والنحو، (ت ١٨٤ هـ) ترجم في الجرح والتعديل ١/ ١٨٢/٣، وطبقات القراء ١/ ٥٣٥، ومراتب النحويين ٧٤
(٤) ص: «التبرك بأسماء».
(٥) بنت أبي بكر الصديق ، روت عن رسول الله علما كثيرا، وروى عنها كثير من الأئمة، أم المؤمنين، (ت ٥٨ هـ) ترجمت في الطبقات ٤٤٧، وسير أعلام النبلاء ٢/ ٩٨
(٦) لفظ «انها» سقط من: ص.
(٧) أحسب أنه بعض أثر، لكنني لم أقف عليه في ما عدت إليه من مصادر الحديث.
(٨) ب: «لأنهما زادا» ورجحت ما في: ص.