وقول أبي بكر بن أبي داود هو عند الطيوري وحده، وزاد في آخره: "أو قال: يصح إلا هذا". ونقل ابن مفلح عن ابن شاهين، أنه قال: "هذا حديث غريب من أصح حديث في هذا الباب". وقال ابن مفلح: "رجاله كلهم ثقات إلا سليمان فإنه مختلف فيه .. ". وسليمان بن قرم الضبي: ضعيف لسوء حفظه، ولا يعتبر من حديث ثابت إلا ما عرف من طريق الثقات من أصحابه، وأما ما يشذ عن ثقات أصحاب ثابت، ويتفرد به الضعفاء من أهل البصرة فلا عبرة به عنه، فإنهم كلما طرق عليهم حديث وشذ عنهم إسناده توهموه عن ثابت عن أنس، أو عن قتادة عن أنس؛ كحال الضعفاء من أهل المدينة في الرواية عن ابن المنكدر عن جابر ﵁. (١) أخرجه ابن المظفر في "غرائب مالك" (١٧٦) من طريق عثمان بن عبد الله، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب ﵁. وعثمان بن عبد الله: هو ابن عمرو بن عثمان الأموي، أحد المشهورين بالوضع، وتقدم (ح ٦٤٤). (٢) أخرجه ابن عدي (٦/ ١٥٧) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (١/ ٥٧)، رقم (٥٩) - وابن المقرئ في "المعجم" (ح ٨٣٩) من طريق محمد بن عبد الملك الأنصاري، عن ابن المنكدر، عن جابر ﵁. ومحمد بن عبد الملك المدني الأنصاري الضرير: متروك متهم بالوضع، وبه أعله ابن عدي وابن الجوزي. وذكر له الشيخ أبو الأشبال الزهيري في تعليقه على "الجامع" لابن عبد البر (١/ ٤٨) إسنادًا آخر لا وجود له في الخارج، حيث قال: "ثم وجدت له إسنادًا آخر عند الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين" [١/ ٢٠]- من طريق سليمان بن عبد العزيز بن عمران، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن الحسن، عن جابر ﵁"، ثم حكم بأنه واه؛ لحال ابن أبي ثابت، وجهالة ابنه. ولا أدري من أين وقع إلى هذا الإسناد، ولا حديث لجابر في "مجمع البحرين" (كتاب العلم، باب طلب العلم فريضة، ١/ ١٧٣ - ١٧٦)، رقم (١٦٨ - ١٧١)، وإنما =