للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«التَّحقيق» والمؤلِّف أنَّه متَّفقٌ عليه من حديث أبي هريرة، وفيه نَظَرٌ، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «واقضِ ما سبقك» (١)، والمَقْضِيُّ: هو الفائت؛ فيكون على صفته.

(فَيَسْتَفْتِحُ وَيَتَعَوَّذُ وَيَقْرَأُ السُّورَةَ) مع الفاتحة؛ لأنَّه أوَّل صلاته.

فعلى هذا؛ لو أدرك من رباعيَّةٍ أو مغرب ركعة (٢)؛ تشهَّد عُقَيب قضاء ركعة على المذهب؛ كالرِّواية الثَّانية.

وعنه: في المغرب فقط.

وعنه: يتشهَّد عقيب ركعتَين، قدَّمها في «الرِّعاية»؛ لأنَّ المَقْضِيَّ أوَّل صلاته، وهذه صفة أولها، قال في «الكافي» و «الشَّرح»: لأنَّهما ركعتان يقرأ فيهما الفاتحة والسُّورة، وهما متواليتان؛ كغير المسبوق.

وعنه: ما يدركه أوَّلُ صلاته، وما يقضيه آخرُها؛ لقوله : «ما أدركتُم فصلُّوا، وما فاتَكم فأتمُّوا» متَّفقٌ عليه من حديث أبي قتادة وأبي هريرة (٣).


(١) هذا الحديث أخرجه البخاري (٦٣٥)، ومسلم (٦٠٢)، وأبو داود (٥٧٢)، وغيرهم، بلفظ: «وما فاتكم فأتموا»، وأما لفظة: «فاقضوا»، فالصحيح أنها ليست في الصحيحين إلا أنها في مسلم بلفظ: «صل ما أدركت، واقض ما سبقك»، وأما لفظة: «فاقضوا»، فاختلف فيها الأئمة، فقال مسلم وأبو داود: بأنه تفرد بها ابن عيينة، ونص مسلم على أن ابن عيينة أخطأ فيه، وتبعه البيهقي، ونص غيرهما أنه لم يتفرد بها بل تابعه غيره، فرواها معمر عن الزهري عند عبد الرزاق (٣٣٩٩)، ومعمر عن همام عن أبي هريرة عند أحمد (٨٢٢٣)، ومن غير وجه عن أبي هريرة، قال ابن دقيق العيد في الإلمام: (وقد اختلف في هذه اللفظة؛ فقيل: فأتموا، وقيل: فاقضوا، وكلاهما صحيح)، والخلاصة: أن رواية من روى فأتموا أكثر، قاله ابن رجب وابن حجر. وينظر: الإلمام ١/ ٢١٧، تنقيح التحقيق ٢/ ٥٠٦، فتح الباري لابن رجب ٥/ ٣٩٥، فتح الباري لابن حجر ٢/ ١١٨ - ١١٩.
(٢) قوله: (ركعة) سقط من (أ).
(٣) حديث أبي قتادة عند البخاري (٦٣٥)، ومسلم (٦٠٣)، وحديث أبي هريرة عند البخاري (٦٣٦)، ومسلم (٦٠٢).