وقال المؤلّف أيضا في: «سير أعلام النبلاء» ١٢/ ٣٢٤: «محمد بن هارون الإمام المقرئ المجوّد الحافظ الثقة، أبو نشيط، وأبو جعفر، الربعي المروزي ثم البغدادي الحربي ... وقد وهم أبو عمرو الداني وقال: إن أبا نشيط توفي سنة ثلاث وستين ومائتين، وإنّما المتوفى في نحو هذه السنة المحدّث محمد بن أحمد بن هارون شيطا، وأصاب في جعل أبي نشيط المروزي هو البغدادي الربعي، وبعض الناس يفرّق بين الترجمتين وهما واحد- هذا الراجح عندي- وأنه توفي سنة ثمان وخمسين، كما قاله تلميذه ابن مخلد، والله أعلم» . ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- رغم تشكيكه في قول الداني بالجمع بين الاثنين، ثم تأكيده على ذلك وتصويبه للداني فيما ذهب إليه، عاد هنا، وفرّق بين «المروزي المقرئ» و «الربعي البغدادي» بشكل عمليّ، فأفرد لكلّ منهما ترجمة على حدة، وكذا فعل الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» حيث أورد صاحب هذه الترجمة على هذا النحو: «محمد بن هارون بن إبراهيم الربعي أبو جعفر البغدادي البزّاز المعروف بأبي نشيط. روى عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولالي، وعلي بن عياش الحمصي، ومحمد بن يوسف الفريابي ... » ، وبعد أن ذكر بقية شيوخه والرواة عنه، توقف ليدرج في آخر الترجمة ترجمة «المقرئ» فقال: «قلت: أبو نشيط القاري المشهور قرأ على قالون، قرأ عليه أبو حسان أحمد بن محمد بن أبي الأشعث، وعلى روايته اعتمد الداني في التيسير ووهم في تاريخ وفاته» . (انظر: تهذيب التهذيب ٩/ ٤٩٣ و ٤٩٤ رقم ٨٠٨) ثم أكد ابن حجر أنهما اثنان ففرّق بينهما، فجعل «الربعي البغدادي» برقم (٧٧٥) ، وجعل «المقرئ» برقم (٧٧٦) ، وكذلك في «تقريب التهذيب ٢/ ٢١٣ و ٢١٤» . والّذي يجعل النفس تميل إلى أنهما اثنان، هو عدم الإشارة إلى «المروزي المقرئ» في كلّ من: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والثقات لابن حبّان، وتاريخ بغداد للخطيب، والمنتظم لابن الجوزي، وتهذيب الكمال للمزّي، وذيل الكاشف للعراقي، وخلاصة التذهيب للخزرجي، فلتراجع. [١] سورة البقرة، الآية ٦.