للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلا القولين حكاهما ابن فارس في كتاب "فقه اللغة"، وكلاهما مخالف للحديث لأنه ذكر في الحديث: "ما تسقيه السماء والعيون"، والعثرى غيرهما، وهو الذي يشرب بعروقه، والله أعلم.

والبعلى: هو ما يشرب بعروقه، وهو قول أبي عبيد في "غريب الحديث" (١)، وبه قال أبو داود في "التفسير" أيضًا ومنه قول الشاعر:

من الواردات الماء بالقاع تستقى ... بأعجازها (٢) قبل استقاء الحناجر

ومعنى ذلك أن أصولها تصل إلى الماء تحت الأرض فيقوم لها ذلك مقام السقى، ولا تحتاج أن تسقى بما ينزل إلى عروقه من وجه الأرض من مطر أو غيره، وهذا تأويل أبي الوليد الباجي.

وقال ابن حبيب (٣): البعلى ما يشرب بعروقه من غير سقى سماء ولا غيرها.

وقال الباجي: وهذا لا أراه إلا بمصر إلا أنها على كل [حال] (٤) يأخذها سقى النيل.

فإذا كان الشرب بالوجهين جميعًا بالنضج أو بالعيون أو بالسماء: فلا يخلو من أن يتساوى السقيان، أو يختلفا.

فإن اختلفا: مثل أن يسقى نصف السنة بماء العيون ثم انقطع ويسقى بالنضح في النصف الباقي: كان عليه ثلاثة أرباع العشر، نصف زكاته


(١) (١/ ٦٧).
(٢) في غريب الحديث: بأذنابها، والبيت من قول النابغة.
(٣) تفسير غريب الموطأ (١/ ٣٠٨ - ٣١٠).
(٤) سقط من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>