للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الوجوه يكون بالعين؛ بخلاف النظر الصادر من القلوب؛ فإنه يكون بالبصيرة والتدبر والتفكر؛ فهنا صدر النظر من الوجوه إلى الرب عز وجل؛ لقوله: (إلى ربها) .

فتفيد الآية الكريمة: أن هذه الوجوه الناضرة الحسنة تنظر إلى ربها عز وجل، فتزداد حسنا إلى حسنها.

وانظر كيف جعل هذه الوجوه مستعدة متهيئة للنظر إلى وجه الله عز وجل؛ لكونها نضرة حسنة متهيئة للنظر إلى وجه الله.

ففي هذه الآية دليل على أن الله عز وجل يُرى بالأبصار وهذا هو قول أهل السنة والجماعة.

واستدلوا لذلك بالآيات التي ساقها المؤلف، واستدلوا أيضا بالأحاديث المتواترة عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتي نقلها عنه صحابة كثيرون ونقلها عن هؤلاء الصحابة تابعون كثيرون، ونقلها عن التابعين من تابع التابعين كثيرون. وهكذا.

والنصوص فيها قطعية الثبوت والدلالة؛ لأنها في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتواترة.

وأنشدوا في هذا المعنى:

مما تواتر حديث من كذب ... ومن بنى لله بيتا واحتسب

ورؤية شفاعة والحوض ... ومسح خفين وهذي بعض

فالمراد بقوله: " ورؤية " رؤية المؤمنين لربهم.

وأهل السنة والجماعة يقولون: إن النظر هنا بالبصر حقيقة.

ولا يلزم منه الإدراك؛ لأن الله تعالى يقول: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام:١٠٣] .

<<  <  ج: ص:  >  >>