فقول من يعلم الغيب والشهادة:{يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} : لا يسوغ لنا أن نعترض عليه، فنقول: لا إرادة للجدار! ولا يريد أن ينقض.
وهذا من مفاسد المجاز؛ لأنه يلزم منه نفي ما أثبته القرآن.
أليس الله تعالى يقول:{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}[الإسراء:٤٤] ؛ هل تسبح بلا إرادة؟!
يقول: تسبح له: اللام للتخصيص؛ إذا هي مخلصة، وهل يتصور إخلاص بلا إرادة؟! إذا هي تريد وكل شيء يريد؛ لأن الله يقول:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ} ، وأظنه لا يخفى علينا جميعا أن هذا من صيغ العموم؛ فـ (إن) : نافية بمعنى (ما) ، ومن شيء: نكرة في سياق النفي، {إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} ، فيعم كل شيء.
فيا أخي المسلم! إذا رأيت قلبك لا يتأثر بالقرآن؛ فاتهم نفسك؛ لأن الله أخبر أن هذا القرآن لو أنزل على جبل لتصدع، وقلبك يتلى عليه القرآن، ولا يتأثر. أسأل الله أن يعينني وإياكم.