٤٩٦٧ - وعن جرير بن عبد الله، قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. متفق عليه.
الفصل الثاني
٤٩٦٨ - عن أبي هريرة، قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تنزع الرحمة إلا من شقى)). رواه أحمد، والترمذي. [٤٩٦٨]
ــ
وقوله:((لله ولكتابه)) جواب لمن سأل على سبيل التغليب أو الاستعارة المكنية، حيث أسند النطق إليه في قوله تعالى:{هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق}: وقوله تعالى: {يس والقرآن الحكيم} إذ كان ينطق بالحكمة لكثرة حكمه. ((مح)): هذا حديث عظيم الشأن، عليه مدار الإسلام والإيمان. وأما ما قيل: إنه أحد أرباع الإسلام، أي أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام، فليس كما قالوه، بل المدار على هذا وحده.
قال بعضهم فيه: إن النصيحة تسمى دينا وإسلاما، وإن الدين يقع على العمل كما يقع على القول، وقالوا: النصيحة فرض كفاية إذا قام به واحد يسقط عن الباقين. والنصيحة لازمة على قدر الطاقة إذا قام به واحد يسقط عن الباقين. والنصيحة لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه [تقبل] نصيحته، ويطاع أمره، وأمن على نفسه المكروه. فإن خشي أذى فهو في سعة. والله أعلم.
الحديث الحادي والعشرون عن جرير: قوله: ((على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة)). ((مح)): إنما اقتصر على الصلاة والزكاة؛ لكونهما أم العبادات المالية والبدنية، وهما أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين وأظهرهما. قوله:((والنصح لكل مسلم)). ((مح)): روي أن جريراً رضي الله عنه اشترى له فرس بثلثمائة درهم، فقال جرير لصاحب الفرس: فرسك خير من ثلثمائة درهم، أتبيعه بأربعمائة؟ قال: ذلك إليك يا أبا عبد الله، فقال: فرسك خير من ذلك، أتبيعه بخمسمائة؟ ثم لم يزل يزيده مائة فمائة حتى بلغ ثمانمائة، فاشتراه بها، فقيل له في ذلك، فقال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((الصادق المصدوق)). ((مظ)): الصادق من صدق في قوله وتحراه بفعله. والمصدوق من صدقه غيره. وقوله:((لا تنزع الرحمة إلا من شقى))؛ لأن الرحمة في الخلق رقة القلب، والرقة في القلب علامة الإيمان، فمن لا رقة له لا إيمان له، ومن لا إيمان له شقى، فمن لا يرزق الرقة شقى.