للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسند وسنفتح قسطنطينية بإذن الله (١) {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ} مرتفع من الأرض (٢) {يَنْسِلُونَ} يخرجون.

{فَإِذَا هِيَ} كناية عن الأبصار، في محل الرفع بالابتداء، وخبرها {شَاخِصَةٌ} أبصار الذين كفروا بيان لها كقوله: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} [الحج: ٤٦]، وقيل: عائدة إلى الحالة والخصلة.

{حَصَبُ} ما يرمى، نقول: حصبته (٣) بكذا، قال قتادة: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} حطب جهنم (٤)، وقال: هو بالحبشة.

{لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً} يعني الشياطين والأصنام، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} [الأنبياء: ١٠١] مخصصة لما قبلها، وقيل: رد على المحتج بعمومها، وقيل: ناقلة للعموم عن المجاز إلى الحقيقة.

وعن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٥) أتى قريشًا وهم في المسجد مجتمعون وثلثمائة وستون صنمًا مصفوفة في الحجر كل قوم بحيالهم فقال: "إنكم وما تعبدون من دون الله من هذه الأصنام في النار" ثم انصرف عنهم، فشقَّ ذلك عليهم مشقة شديدة وأتاهم عبد الله بن الزِّبَعْري السهمي وكان شاعرًا فقال: ما لي أراكم بحال لم أركم عليها قبل؟ فقالوا: إن محمدًا يزعم أنَّا وما نعبد في النار، فقال: أنا والذي جعلها بيته أن لو كنت هاهنا لخاصمته، قالوا: فهل لك أن نرسل إليه؟ فبعثوا إليه فأتاهم، فقال له عبد الله بن الزِّبَعري: أرأيت يا محمَّد ما قلت لقومك آنفًا خاص أم عام؟


(١) (الله) ليست في "ب".
(٢) روي بمعناه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: من كل شرف يقبلون. والشرف: المرتفع من الأرض. أخرجه الطبري عنه في تفسيره (١٦/ ٤٠٧).
(٣) في الأصل و"أ": (حصبة).
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره (١٦/ ٤١٢)، وعبد الرزاق في تفسيره (٢/ ٣٠)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٣٣٩) إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(٥) (وسلم) ليست في "ي".

<<  <  ج: ص:  >  >>