للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(أربع أفضل الكلام) تقدم حديث سمرة أنها أحب الكلام إلى الله من رواية أحمد ومسلم وهنا نسبه أيضاً لسمرة إلا أنه لم يسم أباه وفي الصحابة جماعة بهذا الاسم فإن كان هذا هو ابن جندب كما هو الظاهر عند الإطلاق فالحديث واحد إلا أنه عبر تارةً "بأحب" وتارةً "بأفضل" وقدّم وأخّر إما لاختلاف رواياته أو رواته عنه وإن كان غيره فظاهر ويأتي من حديث أبي هريرة أنها خير الكلام فقد ثبت لهذه الأربع الأحبية والأفضلية والأخيرية وقد فسرت الباقيات الصالحات بهذه الكلمات (لا يضرك بأيهن بدأت) أي أنه لا ترتيب بين جملها (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) ووجه أشرفيتها على أشرف المطالب من تنزيه الرب تعالى وإثبات الحمد له وقهره عليه ونفي الشريك عنه وإثبات صفة الكبرياء وهذه هي أمهات الصفات والتوحيد قال بعض المحققين: إن صلاة التسبيح إنما فضلت وبلغت الرتبة التي وصفها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بها إلا لأنها اشتملت على هذه الكلمات وترديدها فيها وهل هذا محمول على عمومه أعني قوله أفضل الكلام فيراد أنها أفضل كل كلام حتى القرآن أو المراد وما عداه يحتمل وحديث: "فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن على سائر خلقه" (١) يدل على أن المراد ما عدا القرآن وأن مراده خير كلام المخلوقين يدل له ما في غيره أن الله اختار من الكلام أربعاً ليس القرآن وهي من القرآن وذلك أن قوله ليس القرآن استثناء من اختار لكم والاختيار لا يكون إلا للأفضل فكأنه قال اختار لكم هذا الأفضل على كل كلام إلا القرآن فإن صحت هذه الرواية وهي في الطبراني عن أبي الدرداء دلت على أنها أفضل الكلام غير القرآن. وهل يعارضه حديث: "أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله" (٢) وقد


(١) أخرجه أبو يعلى في معجمه (٢٩٤)، والبيهقي في الشعب (٢٢٠٨).
(٢) أخرجه الترمذي (٣٥٨٥)، ومالك في الموطأ (٥٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>