للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال أبو عبيد القاسم بن سلام (١): هذا حديث ليس بمسند ولا يجعل مثله إمامًا [تسفك (٢)] به دماء المسلمين.

وأما ما وقع في رواية عمار بن مطر عن ابن البيلمانيِّ عن ابن عمر فقال البيهقيُّ: هو خطأ من وجهين:

(أحدهما) وصله بذكر ابن عمر.

(والآخر) أنه رواه عن إبراهيمَ عن ربيعةَ، وإنما رواه إبراهيم عن ابن المنكدر، والحمل فيه على عمار بن مطر الرهاويّ (٣)، فقد كان يقلب الأسانيد ويسرق الأحاديث حتى كثر ذلك في رواياته وسقط عن حدّ الاحتجاج به.

وروي عن البيهقي: أنه قال: لم يسنده غير ابن أبي يحيى، يعني إبراهيم المذكور.

وقد ذكرنا في غير موضع من هذا الشرح أنه لا يحتج بمثله لكونه ضعيفًا جدًّا.

وقد قال عليُّ بن المديني: إنَّ هذا الحديث إنما يدور على إبراهيم بن أبي يحيى (٤)، وقيل: إن كلام ابن المديني هذا غير مسلَّم، فإنَّ أبا داود قد أخرجه في المراسيل (٥)،


= وقال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" (٤٥٤): "محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، يماني، عن أبيه، وأبوه يُعتبر به". اهـ.
(١) في غريب الحديث (٢/ ١٠٥).
(٢) في المخطوط (ب): (يسفك).
(٣) قاله البيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٣٠).
وانظر لترجمة عمار هذا: الجرح والتعديل (٦/ ٣٩٤) والكامل (٥/ ١٧٢٧) والميزان (٣/ ١٦٩).
(٤) إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي: مختلف في عدالته، وضعفه أكثر أهل العلم بالحديث، وكان الشافعي يبعده عن الكذب.
تاريخ يحيى بن معين (٣/ ٩٥) تاريخ البخاري الكبير (١/ ١/ ٣٢٣) والمجروحين (١/ ١٠٥) والكامل (١/ ٢١٩).
(٥) رقم (٢٥٠) بسند ضعيف لضعف مرسله.
قلت: وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" رقم (١٨٥١٤) ومن طريقه الدارقطني (٣/ ١٣٥) والبيهقي (٨/ ٣٠). =

<<  <  ج: ص:  >  >>