للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وعن عبد الله بن عمرو، وسيأتي (١).

قوله: (ربِّ هذه الدعوة التامّة) بفتح الدال، والمراد بها دعوة التوحيد؛ لقوله تعالى: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ﴾ (٢)، وقيل: لدعوة التوحيد تامّة، لأنه لا يدخلها تغيير ولا تبديل بل هي باقية إلى يوم القيامة.

وقال ابن التين (٣): وصفت بالتامّة لأن فيها أتمّ القول وهو لا إله إلّا الله.

قوله: (الوسيلة) هي ما يتقرّب به، يقال: توسّلت، أي تقرّبت، [وتطلق] (٤) على المنزلة العليّة، وسيأتي تفسيرها في الحديث الذي بعد هذا (٥).

قوله: (والفضيلة)، أي المرتبة الزائدة على سائر الخلائق، ويحتمل أن [تكون] (٦) تفسيرًا للوسيلة.

قوله: (مقامًا محمودًا)، أي يحمد القائم فيه، وهو يطلق على كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات، ونصبه على الظرفية أي ابعثه يوم القيامة فأقمه مقامًا محمودًا، أو ضمن ابعثه معنى أقمه أو على أنه مفعول به، ومعنى ابعثه أعطه، ويجوز أن يكون حالًا، أي ابعثه ذا مقام محمود، والتنكير للتفخيم والتعظيم؛ كما قال الطيبي: كأنه قال مقامًا، أيّ مقام محمود بكل لسان.

وقد روي بالتعريف عند النسائي (٧) وابن حبان (٨) والطحاوي (٩) والطبراني (١٠) والبيهقي (١١)، وهذا يرد على من أنكر ثبوته معرّفًا كالنووي (١٢).

قوله: (الذي وعدته)، أراد بذلك قوله تعالى: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ (١٣)، وذلك لأن عسى في كلام الله للوقوع.

قال الحافظ (١٤): والموصول إما بدل أو عطف بيان، أو خبر مبتدأ محذوف


(١) برقم (٢٢/ ٥٦٠) من كتابنا هذا.
(٢) سورة الرعد، الآية (١٤).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٩٥).
(٤) في (جـ): (ويطلق).
(٥) برقم (٢٢/ ٥٠٦) من كتابنا هذا.
(٦) في (جـ): (يكون).
(٧) في "السنن" (٢/ ٢٦ - ٢٧ رقم ٦٨٠).
(٨) في "صحيحه" رقم (١٦٨٩).
(٩) في "شرح معاني الآثار" (١/ ١٤٦).
(١٠) في "الصغير" (١/ ٢٤٠).
(١١) في "السنن الكبرى" (١/ ٤١٠).
(١٢) في "المجموع" (٣/ ١٢٤).
(١٣) سورة الإسراء، الآية (٧٩).
(١٤) في "الفتح" (٢/ ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>